حب نت - The Net Love
موضوع أعجبني وحبيت أنقله لكم..


المتابع لشبكات الإنترنت اليوم يرى الكم الهائل والعجيب من المشاعر التي تتناثر فيها بغير حساب . وأقصد هنا بصفة خاصة (الحب ) . ذلك الإحساس الخرافي الساحر . . ذلك النهر العذب الجارف . . ذلك الخيال الشاعري الأخاذ.
( الحب ) إحساس جميل ورائع ومهم . وأعظم الحب هو حب الله عز وجل . وهناك حب الوالدين والأصحاب . وما نتحدث عنه هنا هو .. حب الشاب للفتاة وحب الفتاة للشاب . الكل يعرف أن أي شيء يبنى دون أن يوضع قبله أساس قوي سوف يسقط وتكون عواقبه وخيمة قاسية. الاندفاع الحاصل بين الشاب والفتاة باسم الحب ليس غريباً فالعاطفة غريزية قوية لدى الشباب ولكن الغريب هو وضعية النعام التي يعيشونها . فمن المعروف أن النعامة حين تشعر بالخطر تضع رأسها في الرمل حتى لا ترى الخطر القريب منها ظناً منها أنها بذلك تكون في أمان . القصص كثيرة و ما من داعٍ هنا لذكرها ولكن المهم .. كيف يكون الحب لشخص هو مجرد خيال ؟ ولماذا يحب كل منهما الآخر ؟ وماذا يعرف كل منها عن الآخر ؟ وما مصداقية تلك المعرفة ؟ وما مدى الثقة بتلك المعرفة ؟ ناهيكم أنه من أكبر الأعراض الجانبية لوهم ( حب نت ) هو الشك . كفانا الله وإياكم شره .
ألم يكن آباؤنا يعرفون الحب ؟ ألم يكن قبلهم الرسول صلى الله عليه وسلم يعرف الحب ؟ وكذلك الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم التابعين ؟
بلا والله .. عرفوا الحب حق المعرفة . وصانوه ورفعوه في أعلى منزلة لتقديرهم لذلك الإحساس الطاهر .
إذا كان الهدف من ذلك الحب هو الزواج وتكوين أسرة مثالية كما في القصص التي يقرأها الشباب ، فكيف ينظر الأبناء لآبائهم لو عرفوا أن أباهم أو أمهاتهم كانت له علاقات ومغامرات عاطفية كثيرة عبر النت ؟
إن من أكثر الأشياء شيوعاً في النت هو الأسماء المستعارة والكل يعرف ذلك . فكيف تحيا المشاعر الحقيقية في بيئة مزيفة ؟
أيها الشاب .. وأيتها الفتاة ..
هل من وقفة مع النفس نفتح فيها أعيننا ونبصر فيها الواقع المجرد بدون خداع للنفس تحت ستار الأمنيات ؟ !
أنا لا أدعو إلى كبت المشاعر .. أبداً . ولكني أحب أن تظل المشاعر طاهرة نقية أصيلة .
فهل نخرج رؤوسنا من الرمل لنحيا رافعي الرؤوس كما هم آباؤنا رافعي الرؤوس بعفتهم ؟ !
وليرسم كل واحد منكم صورته كما يشاء وكما يريد .. لأن الكل سوف يرى تلك الصورة التي لن تخفى