قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ)



رحلت عنا جسداً أيها الطيب ...

رحلت ولكن ذكراك خالدة في القلوب

وابتسامتك حاضرة في جنبات المكان ...

رحلت .. ولكن روحك المرحة لا تزال ..

وكأني أراك تسامر الأصحاب كما اعتدنا عليك ..

وكأني أسمع ضحكتك تملا الأرجاء...

كل تلك الجموع التي تسمرت على قبرك ..

جاءت من أجلك .. جاءت من أجل من أحبت ..

جاءت من أجل من غيبه الموت عنا في لحظة ...

كنا ننتظرك وقد اعتدنا أن تسقط طريح الفراش أياماً ..

كان المرض عنيداً ولكنك كنت أكثر عناداً منه ..

وكم اضاع عليك المرض فرصاً وحرمك منها ولكنك كنت تعود متحدياً ..

كنت تعود بعد أيام .. هشام الذي نعرف

تعود لنا .. كما كنت .. مليئاً بالحياة .. عاشقاً للجمال

ولكنها كانت المرة الأخيرة .. كان آخر عهدك مع الدنيا ياعزيزي

لم يحتمل قلبك الطيب أزمة الأنيميا الحادة التي داهمتك ..

لتودعنا يوم الأحد في اليوم الثاني والعشرين من الشهر الثاني من هذا العام

ودعتنا ... وودعت الحياة التي كنت متمسكاً بها

من أجل الآخرين ممن حولك ..

من أجل أن تنثر الفرح والابتسامة وروداً في دروبهم ..

خرجت من الدنيا ولم تعمر بها طويلاً ..

وحتى المولود الذي انتظرت لم يقدر له رؤيتك ..

ولكن تأكد بأنه عندما يرى النور بإذن الله

سيحكون له عنك الكثير ...

سيقولون له بأنك لم تكره أحداً في حياتك ..


وسيقولون له بأن قلبك أنصع بياضاً من الثلج

وروحك أصفى من الشهد ...

سيقولون له بأن الجميع كان يحب أباه ..

وسيقولون له بأن أباه عشق الكرة وأحبها

وتابع الأزرق في حله وترحاله ..

عشق الإنتر وعشق التانجو ...

كان ودوداً طيباً مع الجميع ..

كان متواصلاً معهم .. حتى لو هم نسوه يوماً

كان يحبهم ويحبونه ...

ها أنت تودعنا ياهشام .. ولا نملك إلا الدموع نودعك بها ..

لا نملك إلا الدعاء لك بالرحمة والمغفرة ..

لا نملك إلا أن نحفظ لك العهد ..

ونعيش ما حيينا على ذكراك العطرة

عشت فينا طيباً وودعتنا طيباً ...


رحمة الله عليك ياصديقي