بين السعاده والحرمان

هل تحب المال...؟ نعم تحبه...وأنا أيضا...جيوبنا الممتلئة تشعرنا بالأهمية والأمان...وفراغها يربك
حساباتنا ، ويحرمنا من الظفر بالأشياء التي تعجبنا...
ولكن أفضل تلك الأشياء...هي التي لا قدرة لنا على اقتنائها...نستلذ برؤيتها على واجهات المحلات التجارية...نحبها ونتعلق بها...فنحقق لذواتنا سعادة غامرة...بانصهار مع الحزن والحرمان...
قد لاتملك الكثير...وقد تصبح فجأة فقيرا...بلا مال...بلا طريق وبلا عنوان...ولكن لفقرك سمة مميزة، فهو أحسن حال من غني لايملك سوى المال...يلاحق السراب والفراغ...يلاحق الضباب...طوال حياته...طوال السنين الطوال...

وهو يلهث وراء النقد...وراء الخيال...محال أن يعيش سعيدا محال ...مادام يجهل أن قيمة المال الحقيقية ، هي في تجلياتها الابداعية والروحية...وليس في الممتلكات العينية والنقدية...فبالمال وحده...لن تصنع نفسك ...لن تطور فيك الشخصية...
لفقر الروح استعصاء علاج...وعدم نجاعة أدوية، ولفقر المال...فرصة متجددة للكسب والغنى...غنى المال والنفس...سعادتنا المرجوة...بالتوازن المفطور على الفهم...
لا تقس نفسك بما لديهم من مال...لا تنظر ببصرك عاليا الى الطائرة المحلقة فوقك...لئلا تصاب بالدوران والغثيان...أنظر الى التراب الذي تحتك...وتحسس جمال الوردة التي بين يديك...حاول أن تحصي وتعد بأصابعك الأشياء التي هي في ملكيتك...والتي يستحيل شراءها بالمال ، لمتعة البصر القابعة في عينيك فرصة سانحة لمعاينة العالم...وللسمع الذي في أذنيك...نبرة لسمفونيات حالمة...لم يطرزها بعد علم فنان...

لا تكن مثله...يكرس كل وقته...بالليل والنهار...بجولات وأسفار لجمع المال...وتكديس الثروات...هذا الغني الحالم بالكنز...يثير في النفوس القنوعة ...كثيرا من الشفقة...
شوارعه المرصوفة بالذهب ...تفضي فقط الى سراب وفراغ...الى مكان لا يشبه المكان...فليكن طريقنا واضحا...يفضي الى أمكنة مسحورة بالقيم الروحية...وبكرامة الذات...والعيش الغائر في الحب...ولكن ...ولكن...ولكن...اذا كان المال هو غايتك وهدفك بالحياة...فالمال هو كل ما ستحصل عليه...

حكمة للتأمل
يقول مثل ايطالي قديم : اجعل المال عبدك المطيع ، والا أصبح سيدا ظالما عليك...

مشكور أخوي محب الاتفاق