المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رمضان في القلب



اليوم الاصفر
08-28-2010, 01:59 PM
رمضان في القلب

رمضان يا شهر القلوب وطبها...بك بشر الله العباد وأكرما
وتهللت فيه القلوب وأشرقت...آياته في الكون نورا أعظما
حياك من شهر كأن صيامه...نورا يضيء الخافقين وأنجما

رمضان مدرسة في تهذيب السلوك ،وتربية العقول،وجامعة في تزكية النفوس،وتطهير القلوب،رمضان دورة تدريبية إيمانية تعقد في السنة مرة واحدة ،وهي منحة إلهية لعباده،هادفة إلى بعث الإيمان في القلوب،وتنقيتها من أدران الذنوب والآثام ،مانحة جوائز عظيمة،أعظمها العتق من النيران،فقد فاز فوزا عظيما من زحزح عن النيران وأدخل الجنة.
رمضان لا يستقبل بسخاء إنفاق كل ما في الجيوب،ولا بصرف جهد العقول والأبدان في إعداد الملاعب والدوريات الكروية،رمضان ضيف زائر زيارة لا تستغرق إلا أياما معدودات،رمضان بريء من هكذا تصرفات لا تليق بمقامه الكريم،رمضان أتى شوقا ليعانق قلبك الصادي،فينفض عنه غبار الغفلة والقسوة،ويزيل عنه ران الذنوب والعصيان،ويسكب فيه حلاوة الإيمان وبردة اليقين،رمضان شهر تحيا فيه قلوب العباد،وهل تحيا الأرض الموات إلا بالغيث المدرار،رغم أنف من أدرك شهر رمضان،وقلبه في وادي الغي سادر،وعن رحمة الله ساه،رويدا رمضان ضيافته لا تكون إلا في القلوب،فهل أعددت قلبك لإكرام وفادته،متى ستبكي دموع التوبة والإنابة،دموعا تطهر به قلبك ،فتذيب جليد المعاصي والأوزار،فينشرح قلبك بحلاوة الإيمان ،ويأنس بلذة القرب من الحي القيوم؛فإنه قريب يجيب دعوتك بلا واسطة،فما لك تولي باب التوبة هاربا،وتنبذ رمضان وراء ظهرك،حسبك فلا ملجأ ولا منجى لك من الله،ففروا إلى الله،بل قل عجلت إليك ربي لترضى،نعم شهر استيقاظ القلوب في زمان النومات،فمن ظل قلبه نائما في رمضان،فأحسن الله عزاءه،وأبدله خيرا منه؛فإنه في عداد الأموات،ولو تحرك جسده،فحياة الأبدان في حياة القلوب،وهل ينفع الإنسان يوم تبدى الظمائر،وتبلى السرائر،إلا أن يأتي الله بقلب سليم.،أعرض من الآن قلبك على طبيب القلوب رمضان،وستعرف حال قلبك ،هل ممن لهم قلوب لا يفقهون بها،أم ممن في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا،أم قلبك ممن يطمئن بذكر الله ،ويخشع لآيات الله،ولا يزداد في رمضان وغيره إلا إيمانا وخشية من الله،إذن رمضان صوم القلوب قبل صوم الأبدان،رزق الله قلوبنا حلاوة الإيمان،وجعلها لا تفطر إلا على موائد الطاعات والخيرات...