المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسطورة مخيليف ( مسعود محمد الفزاري)



شبيه رونالدو
03-13-2010, 07:56 AM
(مقالة قديمة كتبتها قبل 5 سنوات ولم أضعها في أي منتدى .... وأرى أنه الوقت الأنسب لها الآن مع بعض التصرف البسيط)

هو أسطورة بالفعل ... لا أشك في ذلك مطلقاً .. يملك ما لا يملكه الكثيرون .. يختلف عن البقية ... ربما للموهبة التي فطر عليها ... كل من شاهده في صغره يدرك تماماً بأنه سيكون لاعباً مختلفاً .. لاعباً من طراز نادر يملك المهارة والموهبة والذكاء ... لازالت في مخيلتي صورته تلك حاملاً كرته كل صباح إلى المدرسة مع كتبه الدراسية ... كان مستعداً لممارسة الكرة في أي وقت وفي كل مكان وفي كل الظروف .. ولهذا كان مختلفاً عن الجميع ... واعطى واحداً مثلي الحق في نعته بالأسطورة ...

ظهر وعرف الجمهور صغيراً في العمر ولكن كبيراً في الأداء فإذا كان قد سجل العديد من الأهداف الرائعة والعالقة في الأذهان .. فإنه صنع أضعافها لزملائه ... تجده في الوقت الذي تحتاج .. يصنع شيئاً من لاشيء ... يقلب لك الأمور رأساً على عقب ... لاعب اللجظات الصعبة والحاسمة وصاحب الأهداف القاتلة ... كنت أراه أكبر بكثير مما كان عليه فمثله كان يستحق الظهور والتميز والوصول لأعلى المراتب الرياضية كلاعب ... فغيره الكثيرون مما لا يمتلكون موهبته وقد صاروا وأصبحوا ووصولوا ....

أكتب هذا الموضوع وأعلم ان كلماتي البسيطة المباشرة لن توفيه حقه ولن ترد له شيئاً من جميله على الفريق ... هذا الشخص الذي أشعر بالأسى والمرارة كلما وجدت من يخطئ في حقه ويقلل من شأنه ... هو أكبر من أن تناله ألسنة ضعاف النفوس وناكري الجميل ... أنا لا أتحدث عنه شخصياً فهذا لا يعنيني بأي حال من الأحوال ولكني أتحدث عنه رياضياً وأركز على قدمه وما ضحى من أجله ... هذا الفريق الذي أحبه وأرتوى من نبعه الصافي وعشقه ليس بالكلمات فقط بل كرس هذا العشق واقعاً على أرض الملعب وعطاءاً مستمر ومنقطع النظير لم يوازيه عطاء آخر ... فهو الأروع على مدى سنوات طويلة بلاشك .... أكتب عنه وأنا أعلم أنه لم ينصف في حياته ولم يعطى حقه الكامل ولم يعامل في كثير من الأحيان معاملة إنسانية ... رغم إخلاصه وعطائه ....

كتبت كلماتي هذه ولم أقصد الكتابة عنه وعن مسيرته وإنجازاته بقدر أردت تسليط الضوء على لحظات محددة في حياة الأسطورة ... لعلكم تتذكرون معي بعض تفاصيلها ... لحظات ربما يذكرها البعض وربما شاهدها البعض الآخر بأم عينه ... لحظات روي لي بعضها وشاهدت معظمها أمامي على المستطيل الأخضر ... وقد أكون غفلت عن بعضها مما لم أشاهده وربما عن بعض مما شاهدته وخانتني فيه الذاكرة ....

سأكتب دون ترتيب زمني فهي ليست إلا خواطر مرت على بالي ...
وسأكتب عنه دون أن أذكر اسمه فستعرفوه بأنفسكم ... فالشمس لا يحجبها غربال


اللحظة الأولى:
في دورة المرحوم حمد بن ماجد (بطولة النادي 90) وفي مباراة نصف النهائي أمام الكفاح (مقاعسة) وبينما كانت المباراة تلفظ انفاسها الأخيرة والفريق متأخر بهدف ينطلق بالكرة من الجهة اليمنى إلى رأس منطقة الجزاء يلتف حول نفسه ويغير اتجاهه ويلعب الكرة بقدمه اليسرى في المقص الأيمن للمرمى ليعلن هدف التعادل وتمتد المباراة لركلات الترجيح التي خسر فيها العنابي واكتفى بالمركز الثالث في البطولة، ومن شاهد هذا الهدف تحديداً يدرك ما لهذا اللاعب من قدرات كبيرة ومهارة عالية وذكاء غريب ففي اللحظة التي اعتقد فيها مدافعوا الكفاح بأن الكرة ميتة لأنه لا يجيد التسديد بالقدم اليمنى فاجأ النجم الجميع بالتفافة على رأس الـ 18 وبغسقاط الكرة في المقص تماماً في هدف لا ينسى على الإطلاق.

اللحظة الثانية

دورة النادي عام 97 والمباراة أمام ديل آل بريك وعلى ملعب السلام ... الفريق بحاجة للفوز والديل رغم انعدام فرص التأهل لديه إلا أنه قدم مباراة كبيرة تليق باسمه ورفض أن يعطينا النتيجة ... العنابي يضغط دون فاعلية ودفاع الديل الحديدي يسيطر على الموقف تماماً ... المدرب يقرر استبداله ويستعد البديل للدخول ... يمسك الأسطورة الكرة ويتخلص من اللاعب الأول وهو على بعد أكثر من 30 متراً عن المرمى وأمامه أكثر من مدافع يسدد الكرة وفي زاوية ضيقة على حارس المرمى ليصعق الجميع بهدف رائع لم يكن في الحسبان وكانت المباراة تتجه للنهاية السلبية ليخرج بعدها مباشرة ويضيف الفريق هدفين آخرين عن طريق حسن علي وعلي راشد ....

اللحظة الثالثة

مباراة نصف النهائي أمام الردة في دورة المرسى (مجيس 2000) تقدمنا بهدف لبدر الكيومي وكان الردة ضاغطاً على مرمى العنابي ومن أحدى الكرات ينطلق الأسطور على الجناح الأيسر وأمامه لاعبان وفي جزء من الثانية يلمح عبدالله علي في المنطقة ويباغت المدافعين بكرة ميليمترية أمام لاعبان كانا يراقبانه وبين لاعبين آخرين يراقبان أبوبشار داخل المنطقة ليضعها برأسه هدفاً من بين أهداف قليلة جداً سجلها برأسه قبل أن يضيف الهدف الثالث ويصعد الفريق للنهائي ويتوج بالبطولة.

اللحظة الرابعة

فريق من إحدى فرق السويق أو المصنعة (لا أذكره تحديداً) والمكان على ملعب الفريق في مباراة ودية ... الفريق كان صعب المراس وقوي جداً تقدمنا عليه وعدل النتيجة ... بالتحديد بعد أن سجل هدف التعادل الثاني وبينما الكرة في منتصف ملعب المباراة يقوم المهاجم بتحريك الكرة ويلعبها الأسطورة مباشرة من دائرة المنتصف إلى الشباك دون أن تلمس الأرض وسط ذهول الجميع واستغرابهم بما فيهم الفريق المنافس وجماهيره ولتنتهي المباراة بثلاثة أهداف لهدفين... هدف يدرج في قائمة الأهداف التاريخية الجميلة ...

اللحظة الخامسة

ويرويها لي أحد الأخوة الأفاضل الذين كانوا يدرسون في صلالة والمكان ملعب نادي ظفار عندما كان نجمنا لاعباً في نادي الخابورة ... كرة شبه ميتة على الجناح الأيسر ومن مسافة لابأس بها عن منطقة الخطورة توقع الجميع أن يلعبها على عرضية في المنطقة وبدلاً من أن يلعبها كذلك يسددها بكل قوة في الشباك وعلى يمين حارس المرمى بدر جمعة الذي ذهل وهو يرى الكرة تعانق شباكه وقد تسمر مكانه فقد كان يهب بالخروج من منطقته لاستقبال الكرة العرضية فإذا بالأسطورة يضعها على يمينه وفي زاوية ضيقة ... هدف لا يحرزه إلا قلائل في عالم المستديرة ... تجد فيه الحس الكروي العالي والمهارة ودقة التسديد ... وهي أمور ليست غريبة على نجمنا ....

اللحظة السادسة

في مباراة ودية عام 96 أمام الكفاح (مقاعسة) ... النتيجة هدفين بإمضاء علي راشد وعبدالله علي والفريق متسيد الملعب تماماً فالمباراة على ملعبه وقد مرت سنوات طويلة لم يلتقي فيها الفريقان الكبيران ... الكرة ضربة ركنية للفريق على المرمى (الشرقي) تحديداً ... اللاعبون يتأهبون للكرة داخل المنطقة ليلعبها الرائع دائماً قوسية بشكل مفاجئ وغريب إلى داخل الشباك ... هدف من ركلة ركنية مباشرة في المرمى لتصبح النتيجة ثلاثة أهداف للاشي وينسحب بعدها الكفاح قبل أن تصبح الأمور كارثية...

اللحظة السادسة

في أولى مباريات الفريق في دورة عام 2002 والخصم فريق الصقر الذي كان ولايزال دائماً الند العنيد للعنابي في مبارياته لما تمثله من تنافس كبير ... الفريق بحاجة للنقاط والمدرب شاب وهذه أولى تجاربه كمدير فني للفريق ... المباراة تسير إلى التعادل السلبي وهو أمر سيصعب علينا المهمة في التأهل للدور الثاني ... لا حل يلوح في الأفق ... ولكن عندما تملك هذا الاسم فإنك تملك الحلول في أي لحظة ... كرة لا تشكل أي خطورة يستلمها على مشارف منطقة الجزاء ويسقطها خلف حارس الصقر ليقلب الموازين ويغير النتيجة وينقذ مدربه الشاب من الحرج.... هذا هو النجم المختلف الذي تجده عندما يتعذر عليك وجود الحل ...

اللحظة السابعة

المكان ملعب الفريق والحدث افتتاح دورة مخيليف عام 2001 أمام فريق الشعيبة من المصنعة ... الفريق الخصم يدافع بكل قوة والمهاجمون يضيعون الفرصة تلو الأخرى والشباك عذراء ... الحل هذه المرةمن ركلة ركنية مباشرة كانت على المرمى الغربي وضعها الأسطورة في الشباك مباشرة ليجهز على الفريق الخصم قبل أن يضيف ابوبشار هدفاً آخر أوصل العنابي للنهائي وتوج باللقب.

اللحظة الثامنة

لحظة يذكرها كثيرون بالطبع في ليلة وقف الجميع فيها ضدنا ... الحظ والتوفيق والحكم ... لم ينصفنا يومها شيئاً ... في نهائي كاس بنك مسقط عام 99 أمام فريق القرى وبعد أن تفنن مهاجمونا في إضاعة الفرصة تلو الأخرى والمباراة تتجه إلى النهاية بدون أهداف يستلم الكرة نجمنا الكبير من وسط الملعب ويتجاوز لاعبي الخصم الواحد تلو الآخر في لحظة من لحظات التجلي والإبداع يتخلص من كل من كانوا أمامه ويصل لمنطقة الجزاء ليعرقل بشكل وحشي غريب ومع ذلك يمرر الكرة لخلفان درويش ويضعها خلفان في الشباك ليعلن الحكم إلغاء الهدف بداعي التسلل ولا يمنح في الوقت ذاته ركلة جزاء ونجمنا ساقط في المنطقة والدماء تجري من ساقه بفعل التدخل القوي ...
لحظة من لحظات الإبداع وفي نفس الوقت من لحظات وأد الحلم قبل تحقيقه ...

وكم هي قاسية هذه اللحظة الثامنة بالذات ... ومع أنني كمتابع لهذا اللاعب لدي الكثير لأقوله إلا أنني تعمدت أن أختصرها في ثمان أرى شخصياً أنها الأكثر تأثيراً في نفسي ... ولأن هذا الرقم هو الرقم الذي اعتاد على حمله في الملاعب ولم يرتدي غيره طوال مسيرته الرياضية ... هذا هو رقم كردغلي النجم السوري الموهوب ورقم خالد التيماوي وأحمد راضي ... النجوم التي أحبها ....

وبين لحظات التوهج والتألق كانت هناك فترات إنكسار وخذلان ... ولكنها لا تنقص من تاريخه شيئاً ... فركلة الجزاء التي أضاعها عام 96 أمام الكفاح وعام 2001 أمام البرج ... سيشفع له تاريخه الطويل وعطاءه اللامحدود في غفرانها له ...
لن يذكره الجمهور إلا بالخير فهو الذي تعود على إسعادهم طيلة السنوات الماضية ... وهو الوفي دائماً ... اللاعب الذي لم يتغيب عن التمارين ولم يعتذر عن مباراة لاعباً أو مدرباً ... اللاعب الذي أخطا كثيرون في حقه ولكنه ظل محباً للفريق وفياً له لا يذكره أمام الآخرين إلا بالخير وحتى أمام الفرق التي دربها كانت مخيليف ولازالت هي نموذجه ومثله الأعلى ... الشخص الذي لم يقف ضد الفريق يوماً وبمجرد أن أصبح بعيد عن الإدارة والجهاز الفني أصبح كغيره من المحبين على المدرجات ....

هذا هو الشخص الوفي الذي لم يكن وفاءه شعارات وكلمات تقال في المناسبات بل كان واقعاً عملياً رأيناه في سلوك هذا النجم لاعباً ومدرباً ... وهنا لا أتحدث عن ملاك بل عن إنسان له أخطاؤه وسلبياته ... ولكنها قليلة لا تذكر إذا ما قارنا ذلك بما قدم ....
فما يهمني هو العطاء ... وهذا النجم عطاؤه كان بلاحدود ....



لكم مني التحيـــــــــــــــــة

منقول من منتديات مخيليف عن محايد

برجاوي
03-13-2010, 08:15 AM
ذكريات جميلة وإبداع رائع جدا للاعب المدرب حاليا مسعود
كان لاعب مهريا ورائعا
شكرا لتلك الوقفات الرائعة للاعب الفذ والمدرب الحالي

المرعب
03-14-2010, 09:19 PM
ما شاء الله موضوع رائع عن شخص اروع وتكتمل الروعة اذا عرفنا ان محايد هو من كتب هذه الكلمات

بصراحة اغلب هاللحظات اتذكرها شخصيا ...

مسعود لاعب اسطوري وغريبة انه لم يلعب للمنتخب...والسبب ان المنتخب في تلك الايام محجوز لمناطق معينة

فنيات ومراوغات واهداف لا تنسى لمسعود واخلاق ورقي في التعامل...اتمنى له التوفيق في مسيرته التدريبية

قاتل الوحوش
03-23-2010, 09:02 AM
بصراحه موضوع في منتهى الروعه ...

كل اللي قراناه مؤثر.
بصراحه كنت أقرأ وأتخيل اللحظات كأني موجود في قلب الحدث..

بالتوفيق كبتن مسعود وإن شاء الله نشوفك على منصات التتويج مع الفرق التي تقودها
:21::21::21::21::21::21::21::21::21:

العموري
08-16-2010, 05:26 AM
شكرا اخي العزيز على ما كتبته بحق اللاعب الفذ مسعود الزعابي وبالفعل هو اسطورة كرة القدم في صحم بعد العبقري واللاعب المخضرم ومحبوب الجماهير ابراهيم النقبي الذي لقب بمردونا صحم على ما يقدمه من فنيات ومهارة داخل المستطيل الاخضر فالكل كان يتعلم منه كرة قدم فهو معلم بالفعل ولا يبخل عليك بشي اذا احس منك الرغبه في تعلم الكرة فشكرا لكل هولاء النجوم .

الأنصاري
08-16-2010, 06:33 AM
مسعود نجم نادر وخصوصا في تعامله مع الآخرين
موفق ياكردغلي

صوت الحقائق
08-16-2010, 08:41 AM
اسطورة مخيليف ومن الاعبين القلائل الذين لا نراهم فى ملاعبنا فى هذه الايام وانا من المتابعين للعنابي واحفظ جميع اللاعبين فى سنه 90 والكابتن مسعود كان مميز من بينهم وبتوفيق له وهو مدرب

بشاردو
08-17-2010, 06:19 PM
شهادتي فيك مجروحة ياكابتن

لاعب صعب أن يكرر في ملاعبنا ولي الشرف بمزاملته فترة طويلة مع العنابي كان حل لنا في الملعب في أوقات لا تتوفر الحلول وكما قال المرعب لحظات جميلة كنا فيها شاهد عيان كل الشكر لك يامحايد وكل التقدير لطارح الموضوع على النقل الرائع وبالتوفيق للكابتن مسعود في حياته الرياضية والخاصة

عاشق الأصفر
10-07-2010, 10:55 AM
مسعود لاعب ومدرب من طراز نادر ودهن عود اصلي

النجم
10-30-2010, 08:28 PM
ذكريات جميلى سطرها مسعود كلاعب ونتمنى ان تظهر بصماته جيداً كمدرب ايضا ً .

الصخرة12
11-02-2010, 08:00 AM
مسعود لاعب ومدرب من طراز نادر ودهن عود اصلي
</b></i>

يكفـ,,جـروح,,ـيني
11-19-2010, 11:50 AM
شكـــــــــــــــر