المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الماضي أو المستقبل.. ماذا تعلمت بقلم: سلطان القاسمي



صوت صحم للاعلام
01-04-2020, 07:06 AM
نهرع كلنا في نهاية كل عام وبداية عام جديد بالتهنئة والتذكير وتجديد التحايا والتعهدات، والعام حينما يمضي لا يمضي مفاجئاً، فعندنا كل يوم هناك يوم يمضي ويأتي غيره، لكن السر في أننا نحسب العمر بالسنين لا بالأيام، على الرغم من أن بعض الأيام تعدل السنين سواء فرحاً أو ترحاً.. ولأننا أمام عام جديد.. دعونا نتساءل: ماذا تعلمنا من عامنا الذي مضى، وماذا أعددنا لعامنا الجديد؟
قد يكون الجواب أن لاجديد، وهذا ليس مستغرباً فنحن تعودنا أن نترك الأيام تمضي ونمضي معها، وتسوقنا الأقدار حيث شاءت فهناك إرادة ربانية تسير الجميع!. ومع صحة هذا المعنى إلا أنه لم يوظف بطريقة صحيحة ومناسبة، لأننا نحن أيضاَ قدر الله الذي منحنا العقل وأمرنا بالتفكر، وهو القائل جل جلاله "كل نفس بما كسبت رهينة"، فالعمر ميدان الكسب، والرابح من يزيد ويزيد من خيرات العمر من عمل صالح ونتاج إنساني ينفع الناس، وكلمة طيبة يبقى اثرها ولو بعد حين.
أما عن نفسي فقد تعلمت من العام الذي مضى، أن الحياة لا تتوقف لأجل إنسان، ولاتحزن لحزن أحد، ولا تفرح كذلك، لكنني* أرى الدنيا مملوءة فرحاً حين أكون سعيداً، أو أرى من أحبهم في سرور، وأنا من يراها حزينة كئيبة حين أكون أنا الحزين الكئيب، فالدنيا وعاء ونحن من نملؤه فرحاً أو حزنا.*
وتعلمت أيضاً بالرغم من ثقل الهموم والأحزان، أنني بإمكاني أن أسعد إنسان بكلمة جميلة ألقيها في أذنه فأتركه مسرورا.. وسعيدا.. وبإمكاني أن أبتسم للوجه الكئيب فأرسم عليه ابتسامة جديدة لم يعهدها من فترة طويلة.. وبإمكاني أن أربت على كتف أخ وصديق فأخفف عنه همومه وأحزانه بدعاء وعناق..*
وتعلمت أيضاً أن دوام الحال من المحال، وهو درس قديم يتجدد، فما كل ما تراه اليوم يبقى، ولا كل ما يغيب عنك يظل غائبا، فالدوام لله، وهو الحي القيوم، وبيده ملكوت السموات والأرض، يعطي من يشاء ويمنع من يشاء، ويفعل ما يشاء.
وتعلمت أيضاً، أن احترامي لذاتي هو احترام للآخر، لأني سأختار الصواب، والصواب مقصد كل عاقل، ولأني حين أحترم ذاتي سأعطي أكثر وأبذل أكثر، وتعلمت أني وحدي اقدر أن أنجز الكثير، لكن مع الآخرين أنجز أكثر وأبدع أكثر، فأنا وحدي شيء، ومع الآخرين شيء أجمل.
وتعلمت أني حين لا أضع هدفاً لنفسي سيضعني الآخرون ضمن أهدافهم، وسأكون حينها سلبياً لا أفعل شيئا سوى الاستقبال والتلقي، والأحرى أن أرسم لنفسي هدفاً أجاهد من أجله وأكافح حتى يتحقق.
وتعلمت أن الحياة مليئة بالجمال، لكننا نمحقه بين صخور الخجل والخوف والقلق، ونحرم أنفسنا من نعمة عظمى نجهل كيف نتلقاها ونشكرها ونعيشها.. ونأخذ إليها من معنا من أهل وأبناء وأحباب..*
وبعد ان تعلمت كل هذا وضعت لنفسي هدفاً، أسعى في عامي الجديد أن يتحقق بإذن الله، وسأجمع مع هذا الهدف كل جمال السنين، ليكون لي نفساً أستنشقه حين تضيق الممرات، فتذكر النعم من الإيمان.
ومن أجمل ما طرق سمعي وانا على أبواب العام الجديد هو تماثل جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم للشفاء.. ألبسه الله رداء العافية.. ومتعه بالصحة.. وتعلمت أن الفرج يأتي ما بين غمضة وانتباهتها...
فتعالوا بنا نلج هذا العام متفائلين منشرحين، نستثمر فيه دروس الماضي الجميلة لنجعلها جسراً نتألق فيه في أيام جديدة وعام نكون فيه أصلب واقوى لمواجهة ظروف الحياة، وقطع المسافات نحو تحقيق الأهداف، والمحافظة على مبادئنا وأصالتنا ومجتمعنا الجميل..*
كل عام وانتم جميعا بخير وسلام

http://www.sahmawi.com/do.php?img=13886 (http://www.sahmawi.com/)