المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #مقال| لغتي هويتي أترنم بها حبا وفخرا. بقلم/منى بنت حمد البلوشية .



صوت صحم للاعلام
12-18-2019, 03:40 AM
"طلعتْ .. فالمَولِدُ مجهولُ لغة ٌـ في الظُلمةِ ـ قِنديلُ حملتْ تاريخًا , ما تعِبتْ فالحِملُ جديدٌ وأصيلُ تتعانقُ فيهِ بلا حَدٍّ وتذوبُ قلوبٌ وعُقولُ"

في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام يحتفي العالم بيوم اللغة العربية؛ وذلك لمكانتها العظيمة بين كل اللغات النازحة والتي لن تستطيع أية لغة أخرى أن تتبوأ مكانة كمكانتها..
ففي كل يومٍ أشعر بالفخر؛ لانتمائي للغتي العربية الفصيحة، التي عشقتها وأصبحتُ أترنمُ بحروفها مُشكلة بها أبهى الكلمات والعبارات..
وها أنا اليوم أقفُ وقفة حبٍ وإجلالٍ للغة القرآن الكريم والتي مازالت لغة لا تُضاهيها اللغات الأخرى، رغم نزوح لغاتٍ غيرها، إلا أنها تبوأت مكانتها ولم تستطع أية لغة أخرى أن تحل محلها رغم كل التطورات فأصبحت صامدة أمام كل التغيرات..

وهاهي اليوم يُحتفل بها في كل بقاع الأرض، متعالية وبكرامتها تحتفي وبكل فخرٍ نزداد يوما بعد يوم فخرا وحبا وتعليما بها..

فمنذ، طفولتي تأثرتُ كثيراً بأبي عندما كان يقرأ تلك الجرائد، حيث كنت أراقبه كيف يقرأ ولما يقرأ، وبدأ حبي للاستطلاع اكثر فأكثر،وبعدها أصبح أبي يجلب لي المجلات لقراءتها حتى عشقت اللغة العربية، وباتت لغتي التي اكتب بها وبتُ اكتب قصصي وخواطري وكل ما اكتبه بحروفها.

وبعدها تطورت حالتي لشغف آخر، لحب آخر وذلك بالاعتكاف في مكتبة المدرسة، أقرأ من القصائد والأشعار ما يحلو لي، وأنا أُقلب الكتاب تلو الآخر، حتى باتت كتب النحو لها نصيبا مني واستحوذتني، فبتُ ألجأ للمراجع لدروس التحضير لليوم الذي يليه،فأصبحت اللغة العربية لها الشغف،ومازلتُ للآن أتعلم وأنهل منها لأطفئ شغفي والذي لن ينطفئ إلا بالتعلم والاستزادة منها..

واليوم أصبحت أي كلمة تُصادفني أنتقدُ كاتبها كنا ينتقدني، ولا أنكر أنني أحتاجُ لوقتٍ آخر وإضافيا لأن أصبح مدققة لغوية؛ لكنني أصاب بالغيرة عندما أرى بعضا من الكلمات وقد كُتبت بطريقة خاطئة،ومن الخطأ الفادح أن أُشارك كاتبها بالنقل وإعادتها للآخرين بذات الحروف الغير لائقة للفصيحة الجميلة.

ومما يُثير عةغيرتي لتلك اللافتات لبعض المحلات التجارية وقد كُتبت بطريقة لا تليق بلغتنا، وأصبحت كذلك بعض الكلمات تنطق حرف الكاف بالجيم، ماذا حدث لنا هل نحاول أن نُحدّث من لغتنا،أم أنها لهجات استحدثت؟!

فدعونا نُفرق بين همزة القطع والوصل وما بينها من نقاط وفواصل، وأقواس والنقطتان ما بين قال وقيل وقالوا، فعربيتي ولغتي هويتي وهناك لام قمرية وأخرى شمسية، علينا أن نُفرق بينها وأن ننهل من ديننا الإسلامي أجمل لغات العالم والأم، وألا ندع لغة تحل محلها مهما تعلمنا ونهلنا من غيرها فإنها ستبقى باقية مدى العمر ولن تندثر..

لغتنا هي هويتنا فلنحافظ عليها، فلولاها ما قرأنا وما كتبنا وما تعلمنا،فلابأس بلغات أخرى لنتعلمها ولكن لغتنا ستبقى باقية مدى الدهر فهي هويتنا،وإن طال مقالي فإن لغتي تستحق ذلك..

http://www.sahmawi.com/do.php?img=13730 (http://www.sahmawi.com/)