المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( الجامع الجديد بمنطقة مجز الصغرى )) بقلم..// محمد بن حمد البادي



صوت صحم للاعلام
06-19-2019, 07:28 AM
(( الجامع الجديد بمنطقة مجز الصغرى ))
بقلم..// محمد بن حمد البادي.

يقول الله تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ * رِجَالٌ لاّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَإِقَامِ الصّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزّكَـاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُمْ مّن فَضْلِهِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾.

الجامع الجديد بمنطقة مجز الصغرى، جامعٌ واسعٌ، بني على طرازٍ إسلاميٍّ تقليديٍّ بأجمل المعايير المعمارية وأرفعها، حيث يعتبر أحد المعالم الجديدة في ولاية صحم، والذي يتميز بنقوشه الرائعة وقبته الكرستالية الزاهية، ومنارتيه الشاهقتين في الارتفاع، قام بعمارته أحدُ المحسنين من أبناء المنطقة بطيب نفسٍ ممَّا رزَقَه الله من خير، وبما أنعَمَ الله عليه من فضل، وما ذلك إلا توفيقاً من الله له في طريق الخير النافع ، فكم من مريدٍ لمثل هذا العمل ولكنه لم يستطع لضيق ذات اليد، وكم من قادرٍ بماله على مثل هذا العمل ولكن الله حرمه من فعل الخير، ولم يقوَ على مجاهدة شح نفسه.
قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9].

وقد ورد عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فضل بناء المساجد وعمارتها أَنَّهُ قَالَ:
«مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أَوْ أَصْغَرَ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ» (رواه ابن ماجه وصححه الألباني).

يقع الجامع الجديد على أرضٍ مساحتها 6000 متر مربع، وبمساحة بناءٍ قدرها 900 متراً مربعاً، أما باقي المساحة فهي عبارةٌ عن محلاتٍ تجاريةٍ ومغسلٍ للموتى، ومصلى العيدين، ودورات المياه وأماكن الوضوء، ومواقف للسيارات.
وتنقسم القاعة الرئيسية للصلاة إلى قسمين ، القسم الداخلي وهو الأكبر مساحةً، حيث يتسع لـ 1000 مصلٍّ تقريباً ، والقسم الخارجي يتسع لـ 300 مصلٍّ، كما يحتوي الجامع على مصلى للنساء يتسع لـ100مصلية.
وبعونٍ من الله وتوفيقه سوف تقام شعائر صلاة الجمعة في الجامع الجديد بمنطقة مجز الصغرى لأول مرة يوم 17 شوال 1440هـ ، الموافق لـ 21 يونيو 2019م، حيث أن هذا الجامع يقع على يمين الشارع العام للقادمين من صحار، بعد جسر مجز الصغرى مباشرةً.

الجدير بالذكر أن الجامع الجديد أنشيء ليكون بديلاً للمسجد القديم، والذي بني في نهاية عام 1986م، والذي كان ذا مساحةٍ صغيرةٍ لا يتسع لأكثر من 120 مصلٍّ.


هذه المشاريع الخيرية التي يجب أن نتسابق لإنشائها، والتي ينبَغِي أنْ يُعتَنى بها وتُنفَق الأموال في عمارتها؛ لما لهذه البيوت من رسالةٍ عظيمة للإسلام والمسلمين، فهي مصدر علمٍ وإشعاعٍ ونورٍ للبشريَّة تستَضِيء بضيائه، ففيها تقام شَعائر الله، وبها يجتمع المسلمون؛ يتفقَّد بعضهم بعضًا، يُعرفُ مُسافرهم فيُدعَى له بالتوفيق، ومريضُهم فيُزار ويُدعى له بالتخفيف، وميتهم فيُصلَّى عليه ويترحَّم له.
فحريٌّ بالأمَّة الإسلامية ألاَّ تَنسَى فضلَ المساجد ورسالتها، وأنْ تبذل الكثير من أموالها في إقامتها وصِيانتها، وأنْ تتنافَس في ذلك، وأنْ يقصد مَن قام بهذا العمل الخيري وجه الله والدار الآخِرة، وأنْ يتأسَّى البعض بالبعض الآخَر.
أما ذلك الذي شحت نفسه وثبطته عن البذل في هذا السبيل الخيري، فعليه أنْ يراجع نفسه، وأن يذكرها بمآلها، ومصير المال من بعدها، وأنَّ ماله ما قدَّم، ومال وارثِه ما أخَّر.

وقد قال الإمام الشافعي:
وأشكر فضائل صنع الله إذ جُعِلت *** إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قومٌ وما ماتت مكارمهم *** وعاش قومٌ وهم في الناس أموات.

http://www.sahmawi.com/do.php?img=11385 (http://www.sahmawi.com/)