المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وتقف الحروف من أجلكِ ✍بقلم/ منى بنت حمد البلوشية



صوت صحم للاعلام
03-21-2019, 12:51 PM
أمي ليس للحبِ حقيقة تذكرُ سواك
أتذكرين..أتذكرين عندما كنتُ بين أحشائك ؟!
أتذكرين كيف كنت أشعر بالغربة وهي تعتريني…
وأنت المؤنس الوحيد لي.. بنبضات قلبك الحنون..
أتذكرين يا أمي كيف كان حجمي وهو بحجم قبضة يديك
أتذكرين؟!

الأم هي تلك المرأة العظيمة،فمهما حاولنا أن نُعبّر عمّا بداخلنا لأعظم إنسانة في الكون فالكلمات لن توفي حقها والحروف لن تكفي في وصفها، هي التي أنارت طريق حياتنا هي من أرشدتنا للصواب وتحملت متاعبنا وهي من سهرت الليالي من أجل راحتنا هي تلك الشمس التي تشرق والقمر الذي يطل بجماله‘ هي نِعمة من نعم الله علينا.

الأم هي ذلك النور الذي يشعُّ الطريق لينيرَ عتمة تخبطاتنا وعثراتِنا، هي الوطن والملاذ الآمن الذي نلجأ له، هي الصديق الذي لا يفشي سرا استودعناه في قلبها.

ماذا لعلي اكتب فيها والحروف تتناثر من روعتها،رغم سهولة كتابتها إلا أنها تستعصي عليّ كلمات في حقها، نعم فكلما جئتُ لأكتب لأمي تخونني الكلمات وتهرب.

ماذا أذكرُ من نعيم الأم وحبها الذي نراه في سرعة تنفيذها لكل طبق نحبه من بين يديها،كيف لي أن أذوق طعم طبق على مائدة دون وجود طبق من بين يديها، وكيف لنا أن نُحصي فضائلها.

أمي ليس لها يوما محددا في العام‘أمي لا تحتاج لأساور من ذهبٍ ولا زجاجةَ عطرٍ، هي تحتاج الحبّ والإهتمام في كل يوم يمر عليها،تحتاج لأن نكون بقربها لنعيش أياما جميلة معها مليئة بالفرح والسعادة.

في غيابك يا أمي البيوت ليست بذلك الجمال الذي يعلوه صوتك وصراخك ومناداتك لنا،
أمي هي حديقة الحب بأكمله والذي لايضاهيه حب،أمي هي تلك الزهور الملونة بعبير وأريج روائحها، دمتِ يا أمي خيط الأمل الذي يوصلنا لمستقبل باهر بنور دعائك الذي استفتح به يومي مع أذكار الصباح.

الأم هي ذلك النهر الجاري من العطاء الذي لا ينضبّ،فهي لا تحتاج ذلك اليوم من الواحد والعشرين من مارس لأجازيها بهدية فهدايا الكون لن تكفيها ولن توفيها حقّها ،هي تحتاج عمري وأن أفنيه لها وبطاعتها الذي أمرني الله تعالى به.

فكم هو مؤلم أن أحتفل بيوم الأم في هذا التاريخ المزمع عليه، فأنا احتفل بكِ كل يوم وساعة ،أنتِ رفيقة دربي الذي أناره الله لي بقربكِ مني، تكفيني يا أمي كلمتك المعتادة:"الله يرضى عليكِ،وانتبهي على روحك"

كبرت يا أمي ونسيتُ أنني كبرت، وأصبحت لا أستطيع أن أجري لحضنك وأبكي عليه مثلما كنت صغيرة، خوفا من ألا أحزنك ، كبرت يا أمي وأصبحت أكثر نضجا لأنني علمت بمعاناة سهرك وتعبك ولا أود أن أرى سوى إبتسامتك التي تضيء العالم بأكمله بنور وجهك وطيبة قلبك
لا أعلم يا أمي أي قلب تملكين.

فهل هو كباقي القلوب التي في البشر..

إن قلبكِ قلب رؤومٌ رحيمٌ يا أمي
فهل يا ترى يا أمي تعي بأنني أخاف عليها مئات المرات التي هي تخاف عليّ فيها،وهل تعي بأنني أصبحتُ أماً لها وأخاف عليها وأسهر لراحتها وسعادته..
هل تعي أمي بأن لها الجزء الأكبر من مناجاتي ودعائي في صلاتي..
أمي اكتب واكتب فيكِ ومقالي هذا سيطول في حبكِ الأزلي الذي لن ينضبّ..
هنا كتبت دون أن ألجأ لكتاب ليساعدني في كتابة حبكِ فأنتِ الحب والشعر الذي يتحدث فيكِ.

لأمي ولأمهاتكم تحية شكر على كل ما بذلنه وسعين له من أجلنا،وكنّا معنا مُحفزات مُبدعات مُلهمات أوصلننا لمدرجات النجاح والتميز..
فخلف كل إمرأ عظيمة رجال ونساء عظماء..
نعم هي الأم فالحمد لله على هذه النعمة..

http://www.sahmawi.com/do.php?img=9968 (http://www.sahmawi.com/)