المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشكلة الباحثين عن عمل ... إلى أين ؟ ✍🏻#بقلم/عبدالعزيز المعمري



صوت صحم للاعلام
03-06-2019, 05:47 AM
مشكلة الباحثين عن عمل ... إلى أين ؟

✍🏻#بقلم/عبدالعزيز المعمري

تعتبر مشكلة الباحثين عن عمل من أهم القضايا المطروحة حاليا في الساحة المحلية و يرجع ذلك لأهمية القضية و تأثيرها المباشر على معظم الجوانب الحياتية للمواطن و انطوائها على تأثير مستقبلي محتمل .

أعتمدت السلطنة رسميا في فبراير ٢٠١٧ تعريف الباحث عن عمل بما يتوافق مع تعريف منظمة العمل الدولية حيث تم تعريف الباحث عن عمل بإنه ‘’الفرد الذي في سن العمل و لا يعمل شريطة أن يكون مستعداً و قادراً على العمل و يسعى إليه من خلال البحث عنه و لا يجده خلال الفترة المرجعية المحددة’’ هذا التعريف يساهم في إيجاد قاعدة بيانات حكومية دقيقة و من جهة أخرى يساعد في معرفة أعداد الباحثين و توزيعهم الجغرافي و ما يمتلكوه من مؤهلات و إندراجهم تحت أي فئة عمرية .

بالرجوع للإحصائية الصادرة عن الهيئة العامة لسجل القوى العاملة نجد أن عدد الباحثين عن عمل في السلطنة بنهاية نوفمبر ٢٠١٨ يصل إلى ٤٥٧١١ ( ١٧٢٧٢ ذكور - ٢٨٤٣٩ إناث) و تحتل محافظة شمال الباطنة المركز الأول في التوزيع الجغرافي للأعداد الباحثين عن عمل.

و في قراءة سريعة لهذه الإحصائية نجد أن أعداد الباحثين عن عمل في تزايد مستمر و أن معظم الباحثين عن عمل في الفئة العمرية ٢٠-٢٥ و من المعلوم أن هذه الفئة تتضمن فترة الشباب حيث يكون النشاط و الطموح و السعي لتلبية إحتياجات الحياة و تكوين الأسرة التي تعتبر نواة المجتمع و هذا يبين المخاطر المستقبلية المحتملة لهذه القضية حيث هذه المشكلة قد تؤدي إلى مشاكل أخرى تؤثر على المجتمع ككل.

هناك عدة حلول مطروحة لهذه القضية منها إعادة النظر في التخصصات المطروحة في الكليات حيث يجب التركيز على الكيف و ليس على الكم على سبيل المثال يجب إدراج تخصصات تتعلق بالتكنولوجيا و الذكاء الإصناعي و التقنيات الحديثة حتما هذه التخصصات سيكون عليها طلب كبير مستقبلا بحكم التوجه القائم الآن نحو الحكومة الالكترونية الذي تعمل عليه السلطنة حاليا.

و من الحلول أيضاً الإحلال التدريجي للعمالة الوافدة في القطاعيين الحكومي و الخاص حيث أثبت العمانيين جدارتهم و كفاءتهم في العديد من الوظائف التي تولوها و علينا أن نعطي المواطن العماني الثقة ليبدع و لا نتذرع بعدم كفاءة المواطن العماني و ذلك من أجل خلق آفاق جديدة للعمانيين في مختلف المجالات.

يجب أيضا تسهيل الإستثمارات في السلطنة حيث هذا من شأنه خلق فرص عمل للباحثين بطريقة مباشرة و غير مباشرة و رفد دخل السلطنة في الوقت نفسه و يجب التركيز على الإستثمار في السياحة و إستغلال موقع السلطنة الإستراتيجي لجلب الإستثمارات للسلطنة .

و لنتذكر كلمة صاحب الجلالة في العيد الوطني العشرين التى تبين ما تعلق السلطنة على شبابها من آمال و تتطلعات حيث جاء في النطق السامي

أيها المواطنون

إن الإنسان ... في كل التجارب الناجحة للأمم والشعوب .. هو غاية التنمية يجني ثمارها و يسعد بمكاسبها ، و هو أيضا و بنفس المستوى من الأهمية وسيلة التنمية و أداتها الفعالة لتجسيد خططها و برامجها إلى واقع ملموس يحقق الخير للجميع ، و من هنا فإننا قد سعينا عبر الأعوام العشرين الماضية إلى تركيز أقصى الجهد لتحقيق مستوى الحياة الكريمة للمواطن ، و إعداده في ذات الوقت لدوره الأساسي في بناء الوطن . و قد أحرزت جهودنا في هذا المجال تقدما ملموسا و أعطت ثمارا طيبة و الحمد لله .

من هذا النطق السامي نستشف الحرص الأبوي من صاحب الجلالة على إعداد الشباب و تسليحهم بالعلم النافع ليكونوا سنداً و أيادي بناء لهذا الوطن .

http://www.sahmawi.com/do.php?img=9676 (http://www.sahmawi.com/)