المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #مقال | مسير وادي بني عُمر الخيري 2019 بقلم 📝 أنور المعمري



صوت صحم للاعلام
02-24-2019, 07:05 PM
الوقت: السبت ٢٣ فبراير ٢٠١٩
المكان: مقر فريق وادي بني عمر الرياضي الثقافي في بلدة الليهبان
المناسبة: *مسير وادي بني عمر الخيري ٢٠١٩*
المسافة: ١٨ كم
نقطة البداية: بلدة حيلشي
نقطة النهاية: بلدة الليهبان


نظم فريق وادي بني عمر الرياضي الثقافي مسير خيري تحت مُسمّى ( *مسير وادي بني عمر الخيري ٢٠١٩* ) برعاية سعادة الشيخ / عوض بن عبدالله المنذري والي ولاية صحم

في ساعات الصباح الباكر بدأت الإنطلاقة الفعلية لهذه التظاهرة الرياضية الخيرية الجميلة، حيث قامة اللجنة المنظمة منذ الساعة السادسة صباحا بتأكيد حضور المشاركين المسجلين في قائمة المسير وتوزيع بطاقات المشاركة لهم.
بعدها تم نقل المشاركين بالحافلات من مقر وادي بني عمر الرياضي الثقافي إلى نقطة بداية المسير في بلدة حيلشي، حفاوة الاستقبال من اهالي البلدة وحماسة المشاركين أضافة جرعة من النشاط قُبيل الإنطلاق.

بدأ المسير، بدأت التظاهرة الإجتماعية الجميلة حيث جميع اطياف المجتمع شاركوا فيه، كبارا وصغاراً، رجالاً ونساءً. يا لها من لحظات جميلة هيه تلك التجمعات الاهلية في سبيل الخير، في سبيل إنقاذ روح، في سبيل التخفيف عن مريض ارهقه عناء المرض، وبلا شك في سبيل غرس هذه القيم النبيلة والتلاحم الإجتماعي في قلوب النّشءُ من ابنائنا.

بدأ اكثر من ٥٠٠ مشارك في المسير بصعود عقبة الضبعون لمسافة ما يقارب ال٢ كم، إستراحة بسيطة كانت ضرورية بعد الجهد الذي بذله المشاركين في تخطي هذه العقبة للتزود بالماء مع بعض التمور.

بعزم الكبار وهمة الشباب واصل المشاركين السير في تنوع تضاريسي بين السهل والوادي الى بلدة حوراء الهادئة الهانئة، البيوت على اطراف الوادي وكأنها تتبعه الى مجراه الاخير من البلدة عازمة على توديعه مثلما استقبلته على مشارفها.
ثاني إستراحة كانت في هذه البلدة الجميلة تحت ظلال شجرة السدر وخرير مياه الغيل الضئيل في كميتة، الكثير في برودة نسمات هواءه، كانت بعض الفواكة والتمر والماء في انتظار المشاركين.
قبل توديع بلدة حوراء لا ننسى اللافتة الرائعة على مدخل البلدة "بلدة حوراء ترحب بكم" كما هو الحال في جميع القرى التي مررنا بها (حيلشي، شسب، الفرفار).

من حوراء الى شسب هنالك من مناظر الجبال الشاهقة والمياه الرقراقة ما تكفي للشعور العميق بعظمة الخالق وتسلية النفس بنسمات الهواء العليل المندفع من تشققات تلك الجبال حاملة معها شيئاً من برودة المياه الممتدة على حافة الجبل.
هنالك من بعيد تتبادى على مرْأى الماشي جنة صغيرة المساحة، كثيرة الحضرة، كثيفة الأشجار، وكأن نخيلها يفرش البساط الأخضر استقبالاً للزائرين. خلف هذه الخضرة بيوت بلدة شسب بحصنها الشامخ في قمة جبل على مدخل البلدة.

واصل المشاركين مسيرهم وهم يتغنون ببعض الأهازيج الشعبية في طريقهم بين بلدة شسب وبلدة الفرفار، ولا اعلم الى الآن اين الأجمل " صوت حناجرهم وهي تُغرّد بهذه الأهازيج الجميلة ام صوت خرير الماء المنساب بسمفونيته الفريدة وهو يتغلغل بين الحجارة"..!

بزيادة تدفق مياه الغيل، استقبلتنا بلدة الفرفار.
حرّاس الوادي..! هو المصطلح الذي تبادر في ذهني وانا اسير في الوادي والبيوت تطلّ من فوقنا على جانبي الطريق، وكأنها حصون للحراسة من حيث ارتفاعها وموقعها.
فجأة تجد نفسك بين حدائق النخيل الخضراء، تلتفت يميناً وشمالاً ولا تجد نفسك إلا غارِقاً في خضرة غير منتهية على مد البصر، خلف هذه البساتين الخضراء هنالك أهالي بلدة الفرفار متسلقين الجبل الابيض ببيوتهم الشامخة كشموخ ساكنيها، وفي الضفة الأخرى بساتين النخيل تمتد من سفح الجبل صعوداً لتغطي قمة الجبل في بعض جوانبه، ممتدة في الأُفق، ملونة السماء الملبدة بالغيوم بخضرة أغصانها.
في بلدة الفرفار كانت الإستراحة الثالثة للمشاركين للتزود بالماء مع بعض التمور والفواكه، كما انضم في المسير بعض كبار السن ومن ليس له المقدرة على السير ١٨ كم.

واصلنا المسير مودعين الفرفار ببعض الهدايا من اطفال البلدة "غصون الريحان" التي كانوا يوزعونها للمارة وكأنهم يسابقون الحدث بتكريم المشاركين بطريقتهم الخاصة البسيطة في شكلها والعظيمة في معانيها.

بلدة الليهبان مرة اخرى تستقبل الوفود في نهاية المسير مثلما استقبلتهم في بدايته، وشتان ما بين البداية والنهاية حيث اللحظات التي لا تُنسى من جمال المنظر وأُلفة الصحبة.
وفي مقر فريق وادي بني عمر الرياضي الثقافي استُقبل المشاركين بحفاوة الإنجاز، وكما هو الحال، فإن لكل بداية نهاية، وهنا تم طوي آخر صفحات هذه التظاهرة الجميلة بتوزيع الشهادات للمشاركين وتكريم ضيوف الشرف وبعض مشائخ الولاية الداعمين لهذا المسير، كما تم تكريم الفرق المشاركة من قبل اللجنة المنظمة برعاية سعادة الشيخ / عوض بن عبدالله المنذري والي ولاية صحم.

وضمن فقرات الختام القى ممثل الجمعية العمانية لأمراض الدم الوراثية البروفيسور سلام الكندي كلمته في حفل اختتام المسير موضحا فيها عن اهداف الجمعية واهميتها للمجتمع، حيث ذكر بعض امراض الدم الوراثية التي يكافحوا للحد من انتشارها مثل فقر الدم المنجلي، الثلاسيميا، ومرض نقص الخميرة (انيميا الفول). ودعى كافة اطياف المجتمع للتعاون في نشر ثقافة الفحص الطبي للمقبلين على الزواج لما فيه من اهمية كبيرة للحد من إنتشار امراض الدم الوراثية في المجتمع.

وفي الختام القى رئيس فريق وادي بني عمر الرياضي الثقافي محمد بن راشد المعمري الكلمة الختامية لهذا الحفل موضحاً أهداف المسير الخيري من تشجيع الناس على رياضة المشي والتعرف على قرى وادي بني عمر، بالإضافة الى التشجيع على العمل التطوعي ونشر ثقافة المبادرات الإجتماعية، حيث اوضح في كلمته أن جميع المساهمات من المشاركين سيتم التبرع بها للجمعية العمانية لأمراض الدم الوراثية. بالإضافة الى تقديم كلمة شكر للجنة المنظمة وجميع الداعمين والمشاركين في هذا المسير الخيري.


المصدر :
*مجلة وادي بني عمر* 📰

http://www.sahmawi.com/do.php?img=9521 (http://www.sahmawi.com/)