المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #مقال | (( يوم المعلم )) الأحد 24 فبراير 2019م. بقلم // محمد بن حمد البادي



صوت صحم للاعلام
02-23-2019, 08:55 PM
إن من حكمة الله البالغة، أنه ـ سبحانه وتعالى ـ قدم العلم في نزول الوحي على سائر الأمور كلها، فقد قدم الله تعالى العلم على الصلاة والصوم والحج والجهاد في سبيل الله وسائر الطاعات، إذ إن أول الآيات نـزولاً قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)، «سورة العلق: الآيات 1 - 5»

فبالعلم تصلح الأمم وتسير على طريق الخير والصواب ، وبه تزهر المجتمعات وترتقي، وهو شعلة منيرة تنير الدرب لجميع الأجيال، وهو السفينة التي تشق بحور المعرفة لينهل الطلاب منها.

وبلا أدنى شك ـ وككل السفن ـ تحتاج سفينة العلم لقبطان شجاع وقائد حكيم، يعمل على قيادتها والإبحار بها بسلام ، للوصول إلى بر الأمان ، وقبطان هذه السفينة هو أنت أيها المعلم، أنت الثروة الحقيقية وكنز كل مجتمع، وأنت المنارة التي تضيء طريق العلم الصحيح لأولادنا فلذة أكبادنا.
فأنت أيها المعلم أول من يزرع القيم والأخلاق وحب الخير لأطفالنا وهم في عمر الزهور ، وأنت من تصنع بيديك الطبيب والمهندس والشرطي وعامل البناء، فإن لم يكن هؤلاء صفاً متراصاً كالحائط المتين يعملون بحكمة وعدل، تحت قيادة القبطان، فستغرق السفينة براكبيها.

إن التعليم رسالة وليس مجرد مهنة، ومن خلال هذه الرسالة يعي المعلم دوره ويتحرك بدافع ذاتي داخلي مدركاً لأهمية رسالته ويسعى لتحقيق أهدافها السامية ، فرسالة المعلم من أسمى وأشرف الرسالات، وأمانة من أعظم وأثقل الأمانات، لأن المعلم يتعامل مع النفس البشرية التي لا يعلم إلا الله بُعد أعماقها واتساع آفاقها، فرسالة التعليم رسالة عظيمة يعد المعلم فيها جيلاً صالحاً مسلحاً بالعلم والمعرفة.
وقد صدق الشاعر عبدالغني أحمد الحداد في قصيدته «رسالة المعلم»، حين خاطب المعلم صاحب الرسالة قائلاً:
تحيا وتحملُ للوجودِ رسالةً
قُدُسِيَّةً يسمو بها الأطهارُ
ما أنت إلا النبعُ فيضُ عطائِهِ
خيرٌ يفيضُ وهاطلٌ مِدرارُ
يكفيكَ فخراً ما صَنَعْتَ على المدى
تَشْقَى وَغَيْرُكَ مُتْرَفٌ مِهْذَارُ
يُعطي الكريمُ وأنْتَ أكرمُ مانحٍ
هيهاتَ لَيْسَ تُثَمَّن الأعمارُ
هذِي الحضاراتُ التي تزهو بها
لولا المعلمُ هَلْ لها إثمارُ؟!

إن المعلم هو النبراس العظيم الذي يستحق كل الشكر والتقدير والثناء على جهوده العظيمة التي يبذلها، فلنذكر أنفسنا وأبنائنا بشكر المعلم دائما، والابتعاد عن كل ما من شأنه التقليل من دوره وأهميته في بناء وتنشئة العقول، ولندرك تماماً أنه العمود القوي القويم الذي يتكئ عليه كل الأفراد لينهضوا بمجتمعاتهم، بل هو الأساس المتين الذي تبنى به الأوطان.
شكراً لكل معلمٍ ومعلمة أنار الكون بعلمه، وعلم أجيالاً متعاقبة حتى أصبح لا يعلم عدد من علمهم وعدد من أخرجهم من ظلام الجهل إلى نور المعرفة والعلم.
شكرا لمن أعطى من عمره وفكره وجسده وأفنى شبابه لتعليم أبناء هذا الوطن.
بوركت جهودكم وشكرت مساعيكم ،، وجعلكم الله ممن تستغفر لهم كافة المخلوقات في الأرض وفي السماء.

http://www.sahmawi.com/do.php?img=9519 (http://www.sahmawi.com/)