المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #مقال | يوم المعلم/ ولمعلمي قيثارة وأوتار أتغنى بها ✍منى بنت حمد البلوشية



صوت صحم للاعلام
02-23-2019, 08:51 PM
"أمعلمي ماذا عسى أشعاري..تُبدي من المكنون في أغواري
في داخلي قيثارة.. أوتارها شدّت فأين أنامل أفكاري"
كيف لي السبيل لأن أُصيغ مشاعري في فضائل معلم أفنى العمر في تعليمي ‘ أيا معلمي ماذا عسايا أكتب فيك‘وهل سأوفيك حقك، فالجميع قد كتب فيك وأتقن في كتابة مشاعره عنك،فهل أنا سأختلف عنهم؟
لأن مشاعري تختلف عن الآخرين لا،ولربما سأكتب وسأصف ما في جعبتهم، وربما تتشابه مع الآخرين فالجميع يكتب ما يجول في خاطره من ذكريات وصنيع فعل معلم فهنا صورة لأم رؤوف وأخرى لأب حنون..

فهذه صورة لأم كانت لي بعد إنفصالي عن حضن أمي التي ولدتني، حيث أتذكر معلمتي في أول يوم دراسي لي في المدرسة محاولة تهدأتي من بكائي وهي تُنشد لي ذاك النشيد الذي ما يبرح وأن يزول عن مسامعي عندما كنتُ أقول لها "أمي وين"؟ ترد بنشيدها "ماما زمنها جاية جاية بعد شوية"،وكأنها أمي التي تحاول إيقاف بكائي، ماذا عسايا أن أكتب في وصفك معلمي،وكل هؤلاء هم من صنع تعليمك وأنا منهم،كم أتذكر تلك الأصوات العالية مرددين من آيات سورة الفاتحة والصمد والناس وبأعلى أصواتنا نرددها ونحفظها معا أتذكرون كيف كنا نرددها سوياً أليس كذلك؟!

أتذكرون جدول الضروب ونحن نرتجف خوفا من أن يأتي دورنا ونحن ربما لا نستطيع الإجابة عندما يحين دورنا، أتذكرون الجذر والطرح والجمع من الذي علمنا إياه؟!

يوم المعلم هو فرحة طالب بمعلمة وتقديراً لجهده،وفرحة معلم بإبنه وهو يرى حصاد تعبه وعناءه قد أينع أمام ناظريه،وإنني أذكر كيف كنت أكتب كلماتي محاولة صياغتها بأجمل الكلمات والعبارات لتنال إعجاب معلمتي، وكيف كنتُ أسهر عليها وكيف سأوصِلها،إنها رسالة تهنئتي لمعلمتي في يوم المعلم وأنا أنتظر أن تراها وبفارغ الصبر اتشوق لردها لي، وهل ستعجبها أم لا.

كم هي جميلة تلك الأيام التي قضيناها،وكيف كانت تلك المعلمة حريصة كل الحرص على بناء مستقبل إبنة من أبنائها.

الكثير من الذكريات التي تحوم حول مُخيلتنا جميعا ونسترجعها، أنا هنا استرجع ماضٍ جميل لا يُمحى وأفتخر بأنني ابنة ذاك المعلم الذي علمني واليوم هو فخور بي..

هنا جاء دور الأب الذي يحاول تربية ابنه على الرجولة حيث أتذكّر بداية العام الدراسيّ، إحدى قريباتي تتحدث معي قائلة"ابني عندما انتقل للصف الخامس ولمدرسته الجديدة معلمي المدرسة يعنفونه هو وزملائه ويعاملونهم بعنف"قلت لها :انتظري شهرا وستتغير معاملتهم،هنا يأتي دور الأب الحنون الخائف على مستقبل أبنائه هذا المشهد ليس إلا تأديبا وتعليما وبالفعل تغيرت المعاملة بعد شهر والتزم الطالب بقوانين الأب فعلا إنها الأسرة الثانية للأبناء،حيث يحاول هذا الأب لتعديل بعضاً من سلوك أبنائة ،كم هي جميلة تلك المعاملة التي ينتهجها المعلم.

يا معلمي كل هؤلاء ما هم إلا من صنعك وتعبك فأنت تستحق وسام الفخر والإعتزاز لمجهودك فجعبتي تحمل الكثير ولا يستطيع القلم من وصفه..

معلمنا الأول أبي قابوس شكرا لك شكرا وتراتيل محبتي وودي وتقديري لك قبل كل شيء،شكرا لك أيها المعلم وأيتها المعلمة ، فكلماتي ضاعت واحتارت في وصفكم وستذكركم سنوات عمري ما حييت،فكيف أنسى فهو من شقّ طريق ظلماتي وأنار بصيرتي وعلمني حروف العربية وجعلني أكتب وأترنم حباً بلغتي ، ماذا عسايا أهديك من ورود محبتي وفخري واعتزازي بمعلمي، وإن شُحت كلماتي فلن تشح ذاكرتي بجميل سنوات عشتها بكنف معلم رؤوف حنون معطاء باذلا جهدا ليرى أبنائه يعتلون أعلى سلم النجاح، فكم في مهنتك هذه يامعلمي الكثير من التأملات والعِبر
من بداية صباح اليوم لآخر ساعة من ساعات اليوم الدراسي
فكل التحية والتقدير لكل معلم معطاء على هذا الوطن الغالي
فصنيعك وجزاؤك لن يُنسى يا صانع نهضة هذا الوطن..

"وأضأت من كفيك نور بصيرتي.. وشققتَ لي في ظُلمتي إبصاري.. من كان هذا صنعه فجزاؤه ..من جنسه نور على أنواري"

http://www.sahmawi.com/do.php?img=9520 (http://www.sahmawi.com/)