المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #مقال | لنزّن أخلاقنا بقلم:رحمة الهدابية



صوت صحم للاعلام
10-31-2018, 09:05 PM
لنزّن أخلاقنا
بقلم:رحمة الهدابية

على الرغم من الاختلاف الذي وقع فيه العلماء حول تعريف الأخلاق هل هي قيم ومُثل بالفطرة لدى الشخص أم هي مكتسبة إلا أنها تبقى ضرورة ومهمة لكل فرد من أفراد المجتمع يجب أن يتحلى بها لقول الشاعر في ذلك:
وإذا أُصيب القوم في أخلاقهم
فأقمْ عليهم مأتماً وعويلاً
وفي موضع آخر يقول:
وإنما الأُمَمُ الأخلاقُ ما بَقَيتْ
فَإنْ أَخلاقُهُمْ ؛ ذَهَبُوا
فبقاؤنا نحن على هذه الأرض مقرونا بالمقام الأول والأخير بإمتثالنا بسمو أخلاقنا وتمسكنا بقيمنا الحميدة لما تمثله لنا من قيمة وأهمية كبرى تفصلنا وتميزنا عن سائر المخلوقات والكائنات الأخرى فما قيمتنا نحن ما إذا اختفت كل معاني الألفة والرحمة والعدل والفضيلة والصدق والأمانة بيننا نحن البشر.


ولو أننا بدأنا نفقدها شيئا فشيئا هذه الأخلاق والقيم الحميدة التي كانت سمة رسولنا المصطفى العدنان _صلوات ربي عليه وسلامه_ حينما وصفه ربه قائلا:"
وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمِ" وبُعِث من أجل إتمامها مثلما جاء لسانه _صلى الله عليه وسلم _ عندما قال :"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" فلا دين لمن لا أخلاق له.


فمع انفتاح العالم وتطوره على مصرعيه وانتشار التكنولوجيا بشكل واسع وسريع بدأنا نتلمس بوضوح آثار أزمة الأخلاق هذه وظهورها على السطح بشكل مرعب ومخيف وكأننا تجردنا البتة من أخلاقنا وقيمنا التي تربينا عليها واستقيتناها من أسرنا والمجتمع الذي نعيش فيه ؛ لمجرد دخولك هذا العالم الافتراضي ورؤيتك لبذاءة وسوقية حديث البعض وكأنه لا يعيش في مجتمع تحكمه عادات وتقاليد وضوابط وقوانين تمعنه من النزول إلى هذا المستوى الأخلاقي الهابط.

فنحن في الأصل نعاني من أزمة أخلاقية محلها الفكر والتي أورثتنا بدورها هذه الآثار السلبية والمشاكل الشائكة والتي باتت تتفاقم يوما بعد يوم وقد تنهي بنا إلى ما لا يحمد عقباه في عدم استغلالنا لهذه الأجهزة والبرامج التي قربت لنا البعيد وأصبح كل شئ في متناول الأيدي مع ذلك لابد من تتدارك المؤسسات المختصة والمتمثلة في مؤسسات المجتمع كالأسرة، المدرسة، الجامعة، المساجد، والدعاة والمثقفين وغيرها بدورها لرأب الفجوة والهوة الواقعة بين الناس وأخلاقياتهم وخاصة الشباب لما تلعبه هذه الفئة من تأثير كبير وواضح في فئات المجتمع الأخرى ولتفادي الآثار البعيدة المدى والتي يصعب التعامل معها إذا ما ظهرت وسيطرت على عقول الشباب مع تراخي وعدم وجود عزم من قبل البعض وتخليهم عن المسؤلية الملقاة على عاتقهم حيال هذه الظواهر السيئة.

فليست من قيمنا ولا قيم ديننا الإسلامي الحنيف ما نراه اليوم من تبرج وسفور ومجاهرة لفعل المنكر قولا وفعلا وكأن الأمر من وحي الواقع يفعل الشخص ما يحلوله دون أن يكون هنالك رادع وعقوبات صارمة تجرم أقواله فضلا عن أفعاله المشينة والخادشة لحياء مجتمعه.
فلنزن أخلاقنا ونرقبها وفق ما أمرنا به ديننا الإسلامي ودعودة نبينا _عليه أفضل الصلاة والسلام_ فنحن سفراء هذا الدين ونحن من نمثل هذه الدعوة المباركة وبأخلاقنا ورقي تعاملنا نكسب ود الآخر ونثير إعجابه بهذا الدين فالدين المعاملة وليس الدين كما يفهمه البعض صوم وصلاة فقط وإنما أوسع وأشمل ليشمل كل جوانب حياة الفرد على حد سواء المادية والمعنوية.

http://www.sahmawi.com/do.php?img=7701 (http://www.sahmawi.com/)