المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #مقال | ومن هنا تنتهي رحلتنا (3) ✍بقلم/منى البلوشية



صوت صحم للاعلام
10-27-2018, 08:53 PM
إستكمالاً لظاهرة التنمر المدرسي وموضوعنا الذي أخذ أجزاء وذلك لتعريف المجتمع بالتنمر وأسبابه‘ وقد كانت به عدة جلسات مع الأخصائيين والمهتمين، وأخذت الكتب نصيبها الأكبر منه واحتار الجميع أي الحلول يختار، وكيفية علاجها والتي تمثل تقريباً 50% تشمل الجنسين بجانب المشاكل المدرسية الأخرى.
فهناك الكثير من المهتمين والأخصائيين والمرشدين الإجتماعيين ممن يحاولون جاهدين من أجل التخفيف وإيجاد الحلول المناسبة للتنمر المدرسي والتي تُعتبر ظاهرة عالمية
نعم نحتاج لتكاتف الأسر والتربوين لنكون يداً واحدة من أجل القضاء عليها، لأن قضيتنا قضية مستقبل ونهضة إنسان قبل أن تستفحل وقبل أن لا يكون تهويلا للظاهرة وإنما معالجة لها
فلا بد لنا قبل أن نصل لمرحلة علاج الظاهرة معرفة الأسباب التي جعلت المتنمر يُقدم على هذا السلوك العدواني، حيث تعتبر الوقاية من التنمر في المدارس أحد برامج الخطة الجديدة لليونيسف في المنطقة للمرحلة من 2014-2017، والهدف الرئيسي لهذا البرنامج هو الوصول لمدارس خالية من التنمر لضمان بيئةٍ آمنةٍ للأطفال والطلاب.
فإن علاج التنمر والتخفيف من حدّته يتوقف على جهتين وهما:

1- الأسرة: وهي تعتبر البيئة الأولى التي تؤثر في سلوك الطفل، و هي تأخذ أهمية بالغة في ترتيب المتدخلين في علاج ظاهرة التنمر، فلابدّ من التأني وعدم العجلة في الحكم على سلوك الطفل ووصفه بالمتنمر قبل أن تتضح الرؤية وتتم دراسة المشكلة من جميع الجوانب، واستشارة من هم بقربه، بما في ذلك بحث الصعوبات التي يمكن أن يواجهها الطفل في المدرسة فيما يخص التحصيل الدراسي، والتي يمكن أن تكون وراء سلوكه العدواني.

وفي حالة ثبوت تنمر الطفل، يجب مناقشته بهدوء وتعقل، واستفساره حول الأسباب التي تجعله يسلك هذا المنحى تجاه أقرانه، وتوضيح مدى خطورة هذا السلوك، و آثاره المدمرة على الضحية.
وفي جميع الأحوال، يجب تفادي وصف الطفل بالمعتدي أو المتنمر أو أي لقب لا يليق به، لأن ذلك يمكن أن يأتي بنتائج عكسية وخيمة، ويجب على الآباء عدم اختلاق الأعذار للطفل والتبرير لأفعاله وبخاصة أمام المعلمين والزملاء، ينبغي التحكم فيما يشاهده الطفل في التلفاز، وتذكير الأطفال بوجوب إحترام مشاعر الآخرين عند مشاهدتهم لأشخاص يتعرضون لمواقف مضحكة أو محرجة، وإقناعهم أن هذه الأمور غير مسلية وشرح شعور الآخرين إذا ما كانوا ضحايا لمثل هذه التصرفات.

وعموما ينبغي على الوالدين التعامل مع الموضوع بجدية لأن الأطفال الذين يتنمرون على الآخرين عادة ما يواجهون مشاكل خطيرة في حياتهم المستقبلية، وقد يواجهون اتهامات جنائية، وقد تستمر المشاكل في علاقاتهم مع الآخرين.
أما في حالة كان الإبن ضحية للتنمر، فيجب على الوالدين إبلاغ الإدارة، والشروع في تعليم الطفل مهارات تأكيد الذات، ومساعدته على تقدير ذاته من خلال تقدير مساهماته وإنجازاته، وفي حال كان منعزلا اجتماعيا بالمدرسة فيجب إشراكه بنشاطات إجتماعية تسمح له بالاندماج مع الآخرين وبناء ثقته بنفسه.

2- المدرسة: فالعلاج المدرسي يأتي بعد العلاج الأسري فإن التعامل الأمثل مع التنمر المدرسي يتم من خلال تطوير برنامج مدرسي واسع بالتعاون بين الإدارة التربوية والطلبة والمعلمين وأولياء الأمور وباقي المجتمع، بحيث يكون هدف هذا البرنامج هو تغيير ثقافة المدرسة، وتأكيد الإحترام المتبادل، والقضاء على التنمر ومنع ظهوره. فدعونا نأخذ من برنامج (ألويس) لمكافحة التنمر الذي تم تطويره في الثمانينيات والذي يهدف لمكافحة التنمر ومساعدة الأطفال على العيش بشكل أفضل وجعل بيئة المدرسة أكثر ايجابية.
وقد استخدم برنامج ألويس في أكثر من أثني عشرة دولة على نطاق العالم وقد أظهرت الدراسات أن حالات التنمر في المدارس التي استخدمت هذا النظام قد تراجعت بنسبة 50% خلال عامين.

وليكون البرنامج العلاجي فعالا ،كأن يكون: توعية المعلمين والأهالي والطلبة بسلوك التنمر وخطورته ، إشراك المجتمع وجميع المؤسسات مع المجتمع المدرسي في محاربة الظاهرة، وإدراج التربية على المواطنة والسلوك المدني في المناهج الدراسية، تشديد المراقبة واليقظة التربوية للرصد المبكر لحالات التنمر، وضع برامج علاجية للمتنمرين بالشراكة مع المختصين في علم النفس، ووضع ميثاق للفصل يوضح حقوق جميع الأطراف وواجباتهم على شكل إلتزام يشارك الجميع في صياغته والتوقيع عليه كأن يكون كتعهد بين الأطراف، مع تنظيم أنشطة موازية تهتم بتنمية الثقة بالنفس وتأكيد وإحترام الذات، تشجيع الضحايا على التواصل مع المختصين في حالة تعرضهم لسلوكيات التنمر.
فربما المتنمر يحتاج لرعاية ولديه، وأسبابه التي لابد من الأخذ بها والجلوس معه من أجل حل هذا الظاهرة التي تؤرق المجتمع بأكمله، ورسالتي لجميع المؤسسات التعاون من أجل الحد من هذه الظاهرة التي بدأت تنهش المجتمع المدرسي وأصاب الأقران بعاهات وفقدهم للثقة بأنفسهم فلنكن جميعنا يداً واحدة مما لها الأثر السلبي أيضا على الطرفين..

http://www.sahmawi.com/do.php?img=7551 (http://www.sahmawi.com/)