المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال.. (( الشباب .. ثروة الوطن التي لا تنضب )) بقلم.. // محمد بن حمد البادي



صوت صحم للاعلام
10-24-2018, 07:04 PM
مقال.. (( الشباب .. ثروة الوطن التي لا تنضب ))
بقلم.. // محمد بن حمد البادي


تحتفل السلطنة في السادس والعشرين من أكتوبر من كل عام بيوم الشباب العُماني وقد جاء تخصيص هذا اليوم للشباب العماني إيمانا بأهمية الشباب ودورهم الحيوي في بناء المجتمع؛ وقد حظي الشباب العُماني بالرعاية السامية الكريمة من عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه- منذ بزوغ فجر النهضة المباركة، حيث تم تخصيص عام 1983م عاماً للشبيبة العُمانية ،ثم عام 1993م عاما للشباب العُماني، ثم إنشاء اللجنة الوطنية للشباب بموجب المرسوم السلطاني رقم (117/2011) الصادر بتاريخ 26 أكتوبر 2011م.



إن الشباب هم أساس التطور الحضاري لجميع بلدان العالم؛ فهم ثروة الوطن الحقيقية التي لا تنضب، وهم الطاقة المتجددة والمتوقدة القادرة على البذل والعطاء دون كلل أو ملل، وهم الفئة المنتجة والقادرة على الوصول إلى أعلى درجات الرقي المجتمعي، وإلى التطور المتكامل والمتنامي، ولا شك أن جيل الشباب الحالي هم جيل التكنولوجيا الحديثة، وجيل الذكاء الصناعي، وجيل الازدهار العصري، وجيل الابتكار العلمي، ولديهم الكثير والكثير الذي تعلموه واستفادوا منه داخلياً وخارجياً ، ووفق ما نشر في الإصدار الخامس لنشرة إحصاءات السكان الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات فإنّ حوالي 36% من العُمانيين أطفال أقل من 15 سنة، و60% منهم في سن العمل (15-64 سنة)، الأمر الذي حفز الحكومة الرشيدة للسعي حثيثاً نحو الاستثمار في بناء الشباب المؤهل الذي يمتلك مهارات الإبداع والابتكار ، وهذا يتجسد على أرض الواقع من خلال استراتيجيات وسياسات عدة وُضِعت لتمكين الشباب من المساهمة بشكل فعّال في مسيرة البناء، ويأتي السادس والعشرين من أكتوبر من كل عام ليشكل إضافة نوعية للشباب العُماني حيث يومهم الذي يستجمعون فيه تطلعاتهم لغدٍ أفضل، ويفتخرون بمنجزاتهم التي حققوها للوطن فيما مضى.



لقد انطلقت اللجنة الوطنية للشباب في سبتمبر عام 2012م ، تشحذ كل امكاناتها وقدراتها المتاحة للنهوض بالشباب العماني ووضعهم على الطريق الصحيح ، وتأهيلهم للمشاركة في بناء حاضر هذا الوطن ومستقبله ، مستلهمين هذا النهج القويم من الاهتمام والرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي أولاه للقطاع الشبابي باعتبار أن هذه الفئة أغلى ثروات الوطن ، بل هم صانعوا مجده وعزه وفخره، فالشباب العماني ليسوا فقط حاضر هذا الوطن ومستقبله ، بل تقع عليهم مسؤولية بنائه ، وصون منجزاته ،والذود عن مكتسباته، وحماية مسيرته المباركة ، والنهوض به إلى آفاق أرحب.



ومنذ اليوم الأول لتأسيسها عملت اللجنة الوطنية للشباب بمنهجية علمية واضحة ،غايتها تعزيز قيم الانتماء الوطني لدى الشباب، وترسيخ الموروث الشعبي لهذا الوطن ( من قيم وعادات وتقاليد) في نفوسهم، وتوعيتهم بالتشريعات والقوانين التي تحدد ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات، وعدم انجرافهم وراء الخيالات المضللة والافكار الهدامة، ومجابهة تحديات العصر وأخطاره، والحفاظ على الهوية العُمانية وإبراز جوانبها المشرقة على كافة الأصعدة.



ومن أجل تحقيق هذه الاهداف سارعت اللجنة الوطنية للشباب لفتح قنوات الحوار والتواصل مع الشباب في كافة القطاعات، للوقوف على قدراتهم وميولهم واهتماماتهم ،وبحث تطلعاتهم الراهنة والمستقبلية، سعياً منها لفتح الأبواب مشرعة أمامهم للمساهمة في بناء الوطن، وتوسيع قاعدة مشاركتهم في مسيرة التنمية على كافة المستويات، وفي شتى المجالات، الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية وغيرها من المجالات ، انطلاقاً من الثقة التامة في قدراتهم وامكاناتهم ، واليقين العميق في كفاءتهم وقدرتهم على حمل الأمانة ومواصلة السير نحو آفاق المجد والازدهار لهذا الوطن الغالي على الجميع.



إن الاهتمام بمواهب الشباب يعتبر من أهم أسباب تقدم أي مجتمع ،ومؤشر على الرقي والتطور، فتنمية المواهب وصقلها وتطويرها من خلال خطط ممنهجة ومدروسة وسهلة التنفيذ بما يكفل لها أن تعطي نتائج إيجابية، أثبت نجاحه بكفاءة عالية مع المجتمعات التي كانت (متأخرة عن الركب)، فعندما أولت المجتمعات المتأخرة اهتمامها بهذا الجانب استطاعت أن تعبر من ضفة التأخر الى ضفاف التقدم، وأن تحطم حواجز الجهل واللامبالاة والاهمال، وأن تصنع من شبابها أناسا متميزين موهوبين، يسابقون الزمن من أجل المساهمة في النهوض بمجتمعاتهم وتطويرها من خلال ابتكاراتهم الجديدة.



ولأن هذا الجانب له أهمية كبيرة في تقدم مجتمعنا العماني بشكل خاص، فإنه يتضح لنا جلياً الدور المهم الذي يقع على عاتق اللجنة الوطنية للشباب في تبني مواهب الشباب وميولهم بداية من مراحل التعليم الأولى حتى يتسنى لهؤلاء الشباب اكتشاف امكاناتهم وقدراتهم التي يتميزون بها من أجل صقل ميولهم ومواهبهم وتطويرها وتوظيفها في الوقت والمكان المناسبين، من أجل المساهمة في دفع عجلة الوعي والثقافة والابداع خطوات الى الأمام.



كما أن اللجنة الوطنية للشباب يجب أن تبني خططها المستقبلية بما يضمن لها فتح قنوات تواصل مستمرة مع المؤسسات التي لها علاقة برعاية الشباب ،بهدف العمل التكاملي مع هذه المؤسسات وتوحيد الجهود التي تشمل رعاية جميع الشباب من الجنسين بمختلف اهتماماتهم وإبداعاتهم الرياضية والاجتماعية والأدبية والثقافية والإعلامية والفنية والتطوعية وغيرها، فلدينا في السلطنة ـ إلى جانب اللجنة الوطنية للشباب ـ مؤسسات أخرى تُعنَى بالشبابً، كوزارة الشؤون الرياضية، ووزارة التراث والثقافة، ووزارة التنمية الاجتماعية، ووزارة الإعلام ،والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ،والجمعية العُمانية للفنون التشكيلية ،والجمعية العُمانية للتصوير الضوئي، والجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، بالإضافة إلى الجمعيات المهنية كجمعية الصحفيين، وجمعية السينما ،وجمعية المحامين، وغيرها ، بالإضافة إلى مؤسسات الدولة الأخرى.



وختام المقال.. أشكر من أعماق قلبي كل من يقف ويعين الشباب الذين يملكون المهارة والفكر والعلم، ويخرجهم للأضواء؛ حتى يكونوا مصدر إنارة وحضارة وإبداع.. فعندما نقبل شباب المستقبل، ونقدٍّر علمهم وفكرهم ومهاراتهم، فإننا بذلك نسلك الطريق الصحيح الذي يجنبنا الجمود والتراخي عن مواصلة السير نحو التقدم والنماء.


http://www.sahmawi.com/do.php?img=7520 (http://www.sahmawi.com/)