المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كن محمديا في التعامل بقلم:رحمة الهدابية



صوت صحم للاعلام
10-04-2018, 09:05 PM
كن محمديا في التعامل

بقلم:رحمة الهدابية

من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف بأنه أمرنا بعدم الظن بالآخرين لما له آثار وخيمة على المجتمع والفرد نفسه مصداقا لقوله تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)

وكما جاء في بعض أقوال السلف التي تؤكد على ضرورة تلمس الأعذار لأخينا المسلم منها:" إذا بلغك عن أخيك الشيء تُنْكِره فالْتَمِس له عُذْرا واحِدًا إلى سبعين عُذْرًا ، فإن أصبته و إلاَّ قُل لَعل له عذرا لا أعرفه" وفي موضع آخر :"إذا زلّ أخٌ مِن إخوانكم فاطلبوا له سبعين عذرا ، فإن لم تَقبله قلوبكم فاعلموا أن الْمَعِيب أنفسكم حيث ظَهَر لِمُسْلِم سَبعين عُذرا فلم يقبله"

فسوء الظن من الآفات المقيتة والتي لابد من اجتثاثها والقضاء عليها بتلمس الأعذار وتقديم النوايا الحسنة للآخرين مهما بدت أفعالهم أو أقوالهم غريبة علينا.

فلا أحد يعلم ما مر به هذا الإنسان من آلام وأحزان جعلته حبيس داره وتلك التي أغلقت على نفسها الأبواب خوفا من كلام الناس ونظرتهم الجارحة إليها وذلك الذي فقد عمله ولا يعرف كيف يؤمن لقمة العيش لعياله.

فالإنسان مدني بطبعه يحب الناس ويحب مشاركتهم أفراحهم وأتراحهم ولكن إذا ما خدش شيئا في إنسانيته أو كرامته اعتزل وانطوى على نفسه.

لذلك حري بكل واحدا منا بأن لا يكون جلادا ولا قاضيا يحكم على ظواهر الأمور دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء حدوثها فلا يوجد إنسان على هذه البسيطة تحول من شخص اجتماعي إلى انطوائي من دون أن يمسه عارضا من عوارض الدنيا جعلته منكفئا على نفسه.

فحرص كل الحرص على عدم إلقاء التهم والأحكام على الآخرين جزافا سواء أكان على حسب أشكالهم أو أعراقهم أو حتى مظهرهم الخارجي فكما لا تحب أن يظلمك الناس بأحكامهم عليك لا تظلم أحدا بأحكامك عليه.

وإذا ما أردت يوما معرفة أحوالهم الحقيقية تتبع أخبارهم وبادر بالسؤال عنهم لتحصل على الجواب الشافي الذي تبني به حكمك عليهم فكما قالت العرب سابقا: "إذا عرف السبب بطل العجب" بمعنى إذا عرفت حقيقة الأمر ذهبت عنك كل علامات الحيرة والدهشة التي ظهرت عليك في بادئ الأمر لجهلك للحقيقة.

وتذكر دائما من يَظلم يُظلم ومن يؤذي الناس بيده أو حتى بلسانه سيأتي يوم من يؤذيه في بدنه وعرضه.

فكن محمديا في التعامل وبلسما يداوي الجروح يعاملهم بكل لطف ولين وليس كما سمعت عنهم فليس كل ما يصلك عن الآخرين صحيحا وليس النقل كالمعاينة والمعاشرة.

http://www.sahmawi.com/do.php?img=7297 (http://www.sahmawi.com/)