المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وبالأعياد تسمو القيم ✍بقلم / منى بنت حمد البلوشي



صوت صحم للاعلام
08-18-2018, 09:49 PM
وبالأعياد تسمو القيم

✍بقلم / منى بنت حمد البلوشي

هي الأعياد والأفراح متجددة والجميع يترقب وتزداد فرحة الأطفال قبل الكبار،وكأن للأرواح تُفتح لها صفحة جديدة ،لتبدأ مع خالقها بروحٍ وعزيمةٍ أقوى،فليفرح المرء وليجدد العزم والإرادة لتحقيق الأفضل.
فالأعياد بها من القيم الكثيرة المتعددة والمتنوعة .

فالقيم الإنسانية هي من أكبر القيم التي يتمتع بها المرء في الأعياد هي عبارة عن مجموعة من الأحكام التي تصدر من العقل، وتوجّه الإنسان نحو رغباته، واتّجاهاته المكتسبة من المجتمع الذي يعيش فيه، والتي تعمل على تحريك سلوكيّاته، فهو بناء يبدأ داخل الإنسان ومن روحه وذاته ، ويعزّز وينمو من خلال الحياة وتجاربه التي يمر بها،فبذلك تتكوّن القواعد التي تحكم شخصيّة الإنسان وأسلوبه وصفاته وسلوكيّاته،ومن خلال هذا كله ينتج أسلوب الشخص من خلال تعاملاته مع الآخرين..

فبالأعياد تتجّلى العديد والكثير من القيم ولو قمنا بعملية إحصائيات للقيم التي تتضمنها فإننا سنخرج بوافرٍ من القيم التي ربما اختّفت البعض منها مع مرور الأزمان والتغيرات والتطورات..

وبعض هذه القيم تظهر بمظاهر العيد وسلوكيات الفرد، فاقترب العيد واقتربت فرحته بعدما كانت هناك أفراحاً كثيرة
فمازال غرسنا للقيم والتي نحصدها في أبنائنا مستمراً فها نحن نزرع قيم أخرى في ذواتهم وبالعيد تسمو الروح وتزدان..

إنها لفرحة تسمو بها أنفسنا وتعيد لنا بها البهجة والإبتسامة لكثير من النفوس التي طالما انتظرت فرحاً يعُّم منازلهم وفرحة بعد فرحة تزداد بها النفس وتصفو معها القلوب..

كم أتذكر تلك الفرحة التي تعلو مُحيّانا وذاكرتي ترجع للوراء قليلاً عندما كنّا أنا وإخوتي صغاراً ونحن نُجهّز ملابسنا ونضعها كل على حدة كنّا نصففها بالقرب منّا، ونترقب الصباح أن يأتي ونتقلب يمنةً عن يسرةٍ في مرقدنا خوفاً من ألاّ نصحو للعيد ولتكبيراته،كان تفكيرنا يغزو عقولنا فرحاً بما سنرتديه من ملابس ومستلزمات جديدة ،فرحاً لمن سنقابلهم وكيف سنمدّ أيدينا خجلاً منهم ،كنّا نفكر كم ستكون عيديتنا ؟وما هي البرامج التي سنراها على شاشة التلفاز؟، ومازالت مخيلتي تلوح بتلك الذكريات والكثير الكثير منها،والتي بتّنا نضحك عليها ونتمنى أن ترجع ،حتى كاميرا التصوير كنّا نجهزها ولاتكتمل فرحتنا إلا بعد أن نرى صورنا وأن نلُحّ على أبينا باستخراجها بأقصى سرعة، وتأتينا وقدّ صُفّت في ألبوم الصور ،ذكريات كثيرة وكل منّا له ذكرياته الخاصة فقدّ كانت مظاهر جميلة وفرحة ربّما اختلفت الآن عما كانت عليه..

فلنُعد لماضٍ جميل كان بنا لنراه في أبنائنا..

ففرحة العيد نراها في عيون الصغار قبل الكبار حيث كان الصغار يلعبون في البراحات من شدّة سعادتهم، نعم ولكل زمن متغيرات وللتكنلوجيا نصيبا في ذلك أيضا لانغفل عنها وليس باستطاعتنا أن نفرض ما كنّا نقوم به بالماضي لأطفال هذا الوقت ،فقد أصبحت الصور نتحتفظ بها في هواتفنا النقالة وماتلبث إلا وأن تضيع دون أن نوثّقها بمكان آخر إن تَلِفت هواتفنا..

فلا نعلم هل كان زماننا غير الزمان أم أننا كنّا نحن من يختلف عما هو عليه الآن، فلنكن نحن كما كنّا لا تغيّرنا المتغيرات ونبقى على القيم التي تربينا عليها ونُربي عليها الأجيال المتلاحقة..

فلا نلقي اللوم على الزمان لأنه غير مسؤول عن تربيتنا لأبنائنا فلانغفل من زرع القيم التي لابد وأن يتمتعوا بها لأنها جزء لايتجزء من المرء فلنكن عوناً ومعيناً.

فبالعيد تتجلى جميع مظاهر الإنسانية والعطاء والرحمة والإخاء في النفوس ولنُبعدّ ما يعكر ويفسدّ صفو فرحة أبناءنا فبهم يزين العيد..

ولنعش معهم بكل حب ومحبة وبالعيد تسمو القيم وتزداد فلنكن قدوة لهم فهم واجهتنا في كل مكان وصوب ولمن حولنا فلنكن على القيم فنغرس خيرا لنحصد ثمرا يانعاً تسّر مرأى الناظرين..
فلكم مني باقة ورد وتحية وتهنئة بقدوم عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية جمعاء.

وأن يحفظ لنا الله تعالى جلالته ويمدّ لنا في عمره أعواما مديدة ويُسبغ على جسده من وافر الصحة والعافية..

http://www.sahmawi.com/do.php?img=6838 (http://www.sahmawi.com/)