المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #مقال | مما علمتني الحياة بقلم:رحمة الهدابية



صوت صحم للاعلام
08-13-2018, 07:55 AM
#مقال | مما علمتني الحياة
بقلم:رحمة الهدابية

جال في فكري بأن أكتب شيئا من هذه الأسطر والأحرف لأضعها بين يديك عزيزي القارئ مما تعلمته من دروس مختلفة وعبر منوعة خلال ورحلتي ومكوثي في هذه الحياة والتي تعد بحد ذاتها مدرسة سنظل ننهل من معينها مادمنا أحياءً على ظهرها. فمما قد تعلمته منها:

_تعلمت أو بالأحرى أدركت الآن بأننا لم نشع طفولتنا الحقيقية وكنا في عجل كبير حتى نكبر ونحقق أحلامنا وطموحاتنا التي رسمناها في ذلك الوقت لندرك الآن بأن أيام الطفولة هي من أجمل وأحلى أيام العمر لنقاء وصفاء جوها المفعم بالنشاط والحيوية من أن تكون هنالك أي مسؤولية تلقى على عاتقنا لتكون أقصى أمانينا فيها اقتناء دمية صغيرة.

_علمتني الحياة بأن بعض الغياب حضور* لأن في بعض* المشاهد والمواقف تتمنى لو لم تكن بالأساس موجودا فيها لعدم استمتاعك بلحظاتها أو لعدم إضافتها لك شيئا جديدا وكان حضورك مكملا للعدد لا أكثر.

_تعلمت بأن ليس كل من حصل على شهادة يعد إنسان واعٍ ومثقف وعلى النقيض الآخر ليس كل أُمي أو أي شخص آخر لم يقدر له أو لم تسمح له الظروف بالحصول على هذه الورقة بأنه* إنسان جاهل ومتخلف وعلى العكس تماما فوعي الإنسان منبثق من قدرته على تشخيص الواقع وتحليله لا على معلومات حفظها وكنزها في عقله.

_تعلمت بأن رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ ويحتمل الصواب لذلك ليس بالضرورة أن يكون اختلافي مع الآخرين اختلاف كرة وضغينة بل يبقى إختلافنا مع بعضنا البعض اختلاف ثراء وليس عداء.

_تعلمت بأن لا أعيش على ردات الفعل ولا أحد يمكنه أن يستفزني وأن أفعل ما يحلولي ما لم أعتدي على حياة الغير.

_تعلمت بأنني أستطيع في غير مجالي وتخصيصي الذي درست فيه بأن أبدع وأتميز لطالما أمتلكت الرغبة والجرأة في إظهار ذلك.

_تعلمت بأن للبذل والعطاء وتقديم المعونة للغير لذة لا يساويها أي لذة أخرى فالسعادة ليست كما قد تصورنها في الأخذ وإنما في العطاء وترجمة جميع أفعالنا والتي تحثنا دائما على الخير إلى واقع.

_تعلمت بأن أرحل إذا ما أحسست يوما أن وجودي مثل غيابي وأن لا أتعلق بأحد فمن الجميل أن تسند نفسك بنفسك فلا حاجة لك لتتعلق بأحد وتسند ظهرك إليه فالناس يكفيها مالديها من مشاكل وهموم.

_تعلمت بأن أبحث دائما عن ما يسعدني وانشغل به وإن لم يعجب غيري وبدا لهم بأنها أمور غريبة وأشياء عجيبة لاوزن وقيمة لها.

_تعلمت بأن أصمت حينما لا يكون للكلام فائدة ترجى منه وأن لا أحزن أو أيأس إذا ما لامست تشجيعا كبيرا يحفزني لمواصلة تحقيق تلك الأماني و الأحلام.

_تعلمت بأن الدقيقة أو بالأصح الثانية التي يستصغرها الناس ولا يلقوا لها بالا في تضييعها أستطيع أن أنجز فيها أو على الأقل أن أأتي منها بفكرة لربما غيرت مجريات حياتي للأفضل.

_تعلمت ليس بالضرورة أن يكون العمر هو المقياس الذي يسير عليه الناس في إعطاء الأولوية والفرص لبعضهم لمجرد أنهم يكبروننا ببضع سنين فالإبداع والتميز ليس له علاقة بالعمر وإنما بعقلية الشخص ونظرته للحياة.

_تعلمت بأن الخير دائما فيما أختاره الله سبحانه وتعالى وإن لم نفقه الحكمة من حدوث ذلك الأمر فالأيام كفيلة بإخبارنا عن ذلك.

_تعلمت بأن القراءة غذاء الروح وتستطيع من خلالها أن تصل إلى عوالم كثيرة لم تطئها قدميك من قبل.

_تعلمت أن كل ما يحدث لنا من تجارب ناجحة أم فاشلة هي نتاج تخطيطنا وتعطينا مع تلك المواطن والتي أوصلتنا إلى مانحن عليه اليوم.

_تعلمت أن اهتمام الفتاة بعقلها وفكرها أولى بكثير من اهتمامها بملابسها وحقائبها فالعقل هو المحرك الأساسي لحياتها.

_تعلمت بأن يكون لك حبل سري ومتين بينك وبين ربك ومهما دارت الدنيا وأرهقتك بمشاكلها المختلقة لا تسعَ لقطع ذلك الحبل.

_تعلمت بأن أكون كما أريد فالعالم لم يعد كما هو في ضوء وجود الكثير من النسخ والأمعات.

_تعلمت بأن لا أسلم عقلي لأحد مهما بلغ علم هذا الشيخ أو ذلك العالم فكما قد ميزه الله سبحانه وتعالى بعقل ميزني أنا أيضا في معرفة الحق والباطل والخير والشر وأن لا يملي بأفكار عليّ.

_تعلمت بأن ثقافة المنع التي يلجأ إليها البعض ثقافة بائسة لا تصح في عصر بات كل شيء فيه في متناول الأيدي.

_تعلمت بأن مهما طال الزمن وتبدلت أحواله دائما ما يرجع الحق لأصحابه وكما تفعل سيفعل بك فاحفظ هذا جيدا حتى لا تفكر في ارتكاب المزيد من الحماقات التي قد تهوى بك للمالك أنت في غنى عنها.

_تعلمت بأن أثق بنفسي وآمن بقدراتها وأكافئها عندما أنجز شيئا فليس هنالك أجمل من أن تحمل بين جنبيك روحا تسعى دائما للسمو بها لمعالي الأمور لا لسفاسفها.

_تعلمت بأن مصداقة الأبناء ومعاملتهم كأصدقاء خير من تربيتهم كتابعين لك يأكلون ما تأكل ويفكرون ما تفكر دون أن تكون هنالك حوارات ونقاشات تجمعك بهم لتعرف ما يدور في خلهم أراء وأفكار مختلفة.

_تعلمت أن من نقل لك نقل عنك وأن الغيبة والنميمة والخوض في أعراض الناس أمر شنيع لا يسكن إلا النفوس المريضة.

_تعلمت أن الانشغال بالنفس ومحاولة إصلاح عيوبها الكثيرة أولى بل هي من الضروريات إذا ما أردت يوما معانقة قمم المعالي فهو أجدر بكثير من الانشغال بعيوب الآخرين.

_وأخيرا تعلمت بأن الأمل والتفاؤل هما وقود الحياة ومحركاها نحو الارتقاء للأفضل فليس هنالك شىء اسمه مستحيل في طريق النجاح والإنجاز ولخوض غمار هذه الحياة وصنع ذاتك فيها.

http://www.sahmawi.com/do.php?img=6823 (http://www.sahmawi.com/)