المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #مقال | الطاقة الإيجابية.. والإنجاز *✍🏻بقلم : سلطان بن محمد القاسمي



صوت صحم للاعلام
07-01-2018, 09:43 PM
#مقال | الطاقة الإيجابية.. والإنجاز

*✍🏻بقلم : سلطان بن محمد القاسمي

من الجميل أن نرغب في أن تبقى همّة أحدنا في العمل متقدة، من أجل أن يظل مستمتعا بما يعمل وينجز، لكن في عموم وظائفنا نشعر بالسأم والملل والانسحاب والتذمر، ثم نبدأ بكيل التهم لكل من حولنا بأنه هو السبب، هو المقصر، إلا أنفسنا سننظر إليها بالعصمة والحيادية والكمال، وبأن الأشياء هي التي تسير على عكس المنطق، وأن هذا الزمان زمان التملق والنفعية، سيقال إن سبب التراجع أو الخلل هو ظلم المدير، أو سياقات العمل المملة، أو قلة الأجور، وغير ذلك، وهذه مما لاشك فيه قد تكون من الأسباب التي تولِّد حنقاً وثبوطاً في همّة الموظف، إلا أن جانباً مهما من هذا الفضاء ينبغي النظر إليه بجدية أكبر وحيادية موجبة ألا وهو النظرة الشمولية تجاه الذات، وتقليب أوجه النشاط والهمة، والخمول والانسحاب في الوقت ذاته، فما يدري أحدنا ربما نحن من نحجب الشمس أن تشرق على إحدى جهات كوكبنا الداخلي.!


فماذا ينبغي على الموظف أن يصنع لينصف نفسه ومؤسسته!؟ برأيي من أولويات الموظف أن يتعلم تجنب الأفكار السلبية والإعتقادات المتعجلة ويحذر أن يخضع لها عقله وتفكيره، لأنها ستستنزف جماله وطاقته وتسبب له الأذى والتراجع، ويكون هو الخاسر الأكبر بين جميع من يلومهم هو، إن الموظف الذي يحيا لهدف ويسعى لبناء قدراته وذاته ووطنه لاينبغي إلا أن يكون شجاعاً، يتفرس مواطن الإنجاز والإبداع فيتقدم، ويرى مواطن الضعف فيعزز ويصر، ليس فقط لخدمة المؤسسة بل من أجل شخصيته أولا، فالإنسان الذي تعركه المهام، ويتعامل بإيجابية مع التكاليف سيكبر عقله وقراره ويظل جسده لايشيخ. وليس أذل للإنسان من الاستسلام أمام مصاعب العمل وهو بكامل قواه الجسمانية والعقلية والمعرفية، وليس أقتل له من أن يطأطئ رأسه للتوهم، فيكلأ دماغه بما يضره ولاينفعه مثل؛ قال فلان، وحكى فلان، وفلان أعطوه ولم يعطوني، وقيل وقال حتى يضيع ويشيخ ولم ينتفع من عمره شيئا.


يذكر أنه كانت هناك ثلاجه كبيرة تابعة لشركة لبيع المواد الغذائية.. ويوم من الأيام دخل عامل إلى الثلاجة…وكانت عبارة عن غرفة كبيرة عملاقة.. دخل العامل لكي يجرد الصناديق التي بالداخل…فجأة وبالخطأ أغلق على هذا العامل الباب.. طرق الباب عدة مرات ولم يفتح له أحد.. وكان في نهاية الدوام وفي آخر الأسبوع… حيث أن اليومين القادمين عطلة.. فعرف الرجل أنه سوف يهلك…لا أحد يسمع طرقه للباب!! فماذا صنع؟! جلس ينتظر مصيره.. وبعد يومين فتح الموظفون الباب.. وفعلاً وجدوا الرجل قد توفي.. ووجدوا بجانبه ورقه.. كتب فيها ماكان يشعر به قبل وفاته.. وجدوه قد كتب: (أنا الآن محبوس في هذه الثلاجة…أحس بأطرافي بدأت تتجمد... أشعر بتنمل في أطرافي.. أشعر أنني لا أستطيع أن أتحرك.. أشعر أنني أموت من البرد...) وبدأت الكتابة تضعف شيء فشيء حتى أصبح الخط ضعيف.. الى أن انقطع.. العجيب أن الثلاجه كانت مطفأه وليس فيها ثلج، ولم تكن متصلة بالكهرباء إطلاقاً !!


من الذي قتل هذا الموظف؟؟ إنه (الوهم) الذي كان يعيشه… إنها الطاقة السلبية التي أفرزها تفكيره في عقله وجسمه، فانتشرت في جسمه كالسُمّ، حتى قتلته! إنها الطاقة العكسية القاتلة، وحل هذا الإرباك يكمن في التحكم في القرار الداخلي للذات وإفراز الطاقة الإيجابية المحفزة المرضية، للتمتع بالواجب، وتسلق درجات الإبداع والإنجاز المميز.


ومن عوامل التحفيز وتوليد الطاقة الإيجابية أن يحرص الموظف وكل إنسان - في الحقيقة- على أن ينظم وقته وأولوياته، ويمنح لكل ما يعني بالإنجاز وقتاً وخطة، فيعمل بوعي، ويستحضر رغبته في الإفادة مما يعمل، والإضافات والخبرة التي ستزيد رصيده في الحياة. وأخص بمقالي هذا الشباب الذي لم يزل بمقتبل العمر، ننتظر منك أكثر من مجرد الأداء، إنما نرقب فيك إنجازا وابداعاً مميزاً، فماذا أنت فاعل؟ وما هو جديدك؟

http://www.sahmawi.com/do.php?img=6468 (http://www.sahmawi.com/)