المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #مقال_الجمعة | كفاكم عقوقاً صامتاً * ✍🏻بقلم/منى بنت حمد بن عبدالله البلوشي.



صوت صحم للاعلام
03-02-2018, 09:17 AM
#مقال_الجمعة | كفاكم عقوقاً صامتاً *

✍🏻بقلم/منى بنت حمد بن عبدالله البلوشي.

عجلة الأيام تدور كالرحى طاحنة الطحين، فعقارب الساعة سريعة حتى كادت تخيفنا بسرعتها وتقدمها ، فكلما أحسنت لوالديك دارت الدنيا بك لتحسن لك ، فعجل ونافس من أجل أن تصل وترقى لتسمو في الأعالي .

فبِر الوالدين دِين ودَين فالأول يأخذك إلى الجنة والثاني يرده لك أبنائك عند الكبر فلنحافظ على هاتين.

فبِر الوالدين من أعظم القيم التي لابد من إعداد العدة لها *بشتى الطرق ،فهي نعمة من النعم التي أنعمها الخالق عزوجل بها على عباده فلنحسن لهم قبل فوات الآوان،

قال الله تعالى :
"وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً "
"وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً "
"وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً "

فالبِر بالوالدين من أفضل أنواع البِر ،الذي لو استغرق المؤمن عمره في بِره لوالديه لما أعطاهم حقهما ،ولو أفنى عمرّه في ذلك سيجد نفسه وكأنه لم يعمل شيئا لهما،فكلما أعطيتهما من وقتك فكأنك تطلب المزيد *لذلك ،فتتلذذ في ذلك وتلذذ في عطائك لهما فكم من المرات التي ضحوا من أجلك ولسعادتك ولراحتك حتّى وصلت لما وصلت له الآن فسعادتهم من سعادتك

بِر الوالدين *ليست مناوبات وظيفية بل مزاحمة للوصول لأبواب الجنة ، فإنهما يحتاجان لجلسة ودية تكن بينهما ، يحتاجان لمن يستمتعا بالحياة والحديث معهما ، يحتاجان لمن يُضحكهم وينسهم تعب الحياة ومشاقها ، ويحتاجان نظرة أعين براقة تواقة للنظر إليهما الكثير والكثير
فمهما كانت المشاغل فلا تأخذكم عنهما ،فما يحزنني بأننا أصبحنا *في زمن العقوق الصامت في تجمعاتنا الأسرية رغم وجودنا بقربهم إلا أنهم منسيون في تلك اللحظة والذي يكمن في إلتصاقنا بتلك الأجهزة التي إلتصقت بأيدينا ليس برغما عنا وإنما برضانا لها والتي أنستنا *بأن هناك من هم بحاجتنا ولضحكاتنا معهم،فيوما ما حدثتني إحدى زميلاتي وبحزن يكسوها وضمير يؤنبها عما بدر منهم *حيث تقول :في يوم الجمعة كعادتنا يكون يوما لِجَمْعَتنِا عند والِدَيْنا حيث عكف الجميع بعد وجبة الغداء على هواتفهم دون الشعور بما قد تشعر به والدَتُنا من وحدة كأن لا أحد بقربها رغم وجودنا معها

تقول: شعرت والدتي *بالضيق لإهمانا لها حتى صرخت لنا قائلة:هل أنتم أتيتم لزيارتنا أم لزيارة أجهزتكم ، ،إنه العقوق الذي نستطيع تسميته بالعقوق الصامت وهو عقوق العصر فلنحسن لهم ولنتسابق *لرضاهم

إنها الحياة الأخروية بانتظارنا والتي نود بأن ننعم بها بِبِرنا لِوالِدَيْنا إنها الحياة السرمدية يارفاق

فماذا بعد الفقد سيعوضنا فلا شيء يعوض بعدهما ،

فطفل لم *يتجاوز عمره الأربعة أعوام يعلمنا معان عدة حيث جلس بين قدميّ والدته وتغطى بردائها فعندما سألته : ماذا تفعل يا بُني رد عليها بقوله الذي جعل دموع من حولهم تذرف بدون شعور:إنني أود أن أدخل الجنة من تحت قدميكِ يا أمي نعم لاتتعجبوا قال هذه الكلمات وهو بذلك العمر ،

قال الله تعالى:

"فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)"

فلنسارع ببرهما قبل فوات الأوان،فبِر الوالدين قصة تكتبها أنت ليقرأها أبناؤك فأحسن كتابتها.

فعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال : (سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله فقال صلى الله عليه وسلم الصلاة في وقتها، قلت ثم أي قال بر الوالدين ، قلت ثم أي ، قال الجهاد في سبيل الله)

http://www.sahmawi.com/do.php?img=4696 (http://www.sahmawi.com/)