المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #مقال :(( شكراً معلمي )) بقلم // محمد بن حمد البادي



صوت صحم للاعلام
02-24-2018, 09:22 PM
#مقال :(( شكراً معلمي ))

بقلم // محمد بن حمد البادي


🔶🔷 (( العلم نور والجهل ضلال بضلال ))
من منا لا يعرف هذه الحكمة الشهيرة أو على أقل تقدير لم يسمع بها ؟؟

🔶 هناك الكثير من الأقوال و الحكم التي تزخر بها كتب اللغة العربية تتحدث عن أهمية العلم و تحث على البحث عنه سواء أكان علماً دينياً أو دنيوياً ، فقد حرص الدين الإسلامي الحنيف على إبراز أهمية العلم وإسهامه بشكل كبير في نمو المجتمعات ورقي الشعوب ، وقد حث الإسلام على طلب العلم ولو كان في آخر بقاع الدنيا،

🔶 ومن الحكمة البالغة، أن الله سبحانه قدم العلم في نزول الوحي على سائر الأمور كلها، فقد قدم الله تعالى العلم على الصلاة والصوم والحج والجهاد في سبيل الله، إذ إن أول الآيات نـزولاً قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)، «سورة العلق: الآيات 1 - 5»

🔶 فهذه الآيات الكريمة نزلت على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غار حراء، تأمره بالقراءة ، وتبين له أن الله سبحانه وتعالى هو الذي علم الإنسان ما لم يعلم، فكان أول عهده بالوحي مع هذه الآيات التي حددت نوعية القراءة باسم الله، وذلك لعلو شأن العلم الذي هو نبراس كل مؤمن وطريقه للوصول إلى كل العلوم والمعارف الأخرى .

🔶 فبالعلم تصلح الأمم وتسير على طريق الخير والصواب وبه تزهر المجتمعات وترتقي، وهو شعلة منيرة تنير الدرب لجميع الأجيال، وهو السفينة التي تبحر في بحور المعرفة لينهل الطلاب منها.

🔶 وبلا أدنى شك ـ وككل السفن ـ تحتاج سفينة العلم لقبطان شجاع وقائد حكيم، يعمل على قيادتها والإبحار بها بسلام ، للوصول إلى بر الأمان ، وقبطان هذه السفينة هو أنت أيها المعلم، أنت الثروة الحقيقية وكنز كل مجتمع، وأنت المنارة التي تضيء طريق العلم الصحيح لأولادنا فلذة أكبادنا.

🔶 فأنت أيها المعلم أول من يزرع القيم والأخلاق وحب الخير لأطفالنا وهم في عمر الزهور ، وأنت من تصنع بيديك الطبيب والمهندس والشرطي وعامل البناء، فإن لم يكن هؤلاء صفاً متراصاً كالحائط المتين يعملون بحكمة وعدل، تحت قيادة القبطان، فستغرق السفينة براكبيها.


🔶 إن التعليم رسالة وليس مجرد مهنة، ومن خلال هذه الرسالة يعي المعلم دوره ويتحرك بدافع ذاتي داخلي مدركاً لأهمية رسالته ويسعى لتحقيق أهدافها السامية ، فرسالة المعلم من أسمى وأشرف الرسالات، وأمانة من أعظم وأثقل الأمانات، لأن المعلم يتعامل مع النفس البشرية التي لا يعلم إلا الله كنه حقيقتها وبُعد أعماقها واتساع آفاقها، فرسالة التعليم رسالة عظيمة يعد المعلم فيها جيلاً صالحاً مسلحاً بالعلم والمعرفة.

🔶 إن المعلم هو النبراس العظيم الذي يستحق كل الشكر والتقدير والثناء على جهوده العظيمة التي يبذلها، فلنذكر أنفسنا وأبنائنا دائما بشكر المعلم ، والابتعاد عن كل ما من شأنه التقليل من دوره وأهميته في بناء وتنشئة العقول، والاعتراف بكونه العمود القوي القويم الذي يتكئ عليه كل الأفراد لينهضوا بمجتمعاتهم، بل هو الأساس المتين الذي تبنى به الأوطان.


🔶 ولقد امتلأت الكتب بكثير من الحكم والأقاويل التي تبجل المعلم المعطاء، الذي يشبه الشمعة التي تحرق نفسها لتنير الدرب لغيرها ، ودواوين الشعراء مليئة بالأبيات التي تبين القدر العظيم الذي ناله المعلم ،
ومن أشهر ما قيل في تبجيل المعلم قول أمير الشعراء أحمد شوقي:

قم لِـــلــمُــعَــلِّــمِ وَفِّـــــــــــهِ الــتَــبــجــيــلا
كــــــــادَ الــمُــعَــلِّــمُ أَن يَــــكــــونَ رَســـــــولا
أَعَـلِـمـتَ أَشـــرَفَ أَو أَجَـــلَّ مِــنَ الَّــذي
يَـــبـــنـــي وَيُـــنـــشِـــئُ أَنـــفُـــســـاً وَعُـــــقــــولا
سُـــبــحــانَــكَ الـــلَـــهُـــمَّ خَـــــيــــرَ مُـــعَـــلِّـــمٍ
عَـــلَّــمــتَ بِــالــقَــلَـمِ الــــقُـــرونَ الأولـــــــى
أَخــرَجــتَ هَــــذا الــعَـقـلَ مِــــن ظُـلُـمـاتِـهِ
وَهَـــدَيـــتَـــهُ الـــــنــــورَ الـــمُــبــيــنَ سَـــبـــيــلا

🔶 فالمعلم يكاد أن يكون عظيماً بعظمة الرسل والأنبياء وذلك لجلال شأن الرسالة التي يحملها ، تلك الرسالة التي تبنى وتنشئ العقول وتعمر الأوطان،

🔶 شكراً لكل معلمٍ ومعلمة أنار الكون بعلمه، وعلم أجيالاً متعاقبة حتى أصبح لا يعلم عدد من علمهم وعدد من أخرجهم من ظلام الجهل إلى نور المعرفة والعلم.
شكرا لمن أعطى من عمره وفكره وجسده وأفنى شبابه لتعليم الأبناء والبنات
بوركت جهودكم وشكرت مساعيكم ،، وجعلكم الله ممن تستغفر لهم كافة المخلوقات في الأرض وفي السماء.


http://www.sahmawi.com/do.php?img=4653 (http://www.sahmawi.com/)