المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #مقال_الجمعة| المسجد ومكانته في الإسلام ✍🏼 بقلم/ مكتوم بن راشد القري



صوت صحم للاعلام
01-25-2018, 10:08 PM
المسجد ومكانته في الإسلام

تطالعنا بين الفينة والأخرى وترد إلى مسامعنا قصص وعجائب من تعلق قلوب بعض الناس بالمساجد وخاصة آبائنا كبار السن .
فيا ترى ما سر تعلقهم بها ؟
وماذا يمثل المسجد للمسلمين؟

المسجد له مكانة سامقة في الإسلام ، فالمساجد بيوت الله في أرضه قال تعالى "وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا "(الجن/18)
وقال سبحانه :" في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه "(النور/36)،
وهي مهوى أفئدة المؤمنين في كل مكان وزمان قال تعالى عن أهل مسجد قباء : " فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين"(التوبة/108)
وهي رمز النظافة والنقاء الروحي والجسدي كما قال سبحانه " خذوا زينتكم عند كل مسجد " (الأعراف/31)
وهي البقاع الطاهرة التي يناجي فيها المسلمون ربهم بالصلوات والأذكار ويعتكفون فيها ابتغاء مرضاة الله ورضوانه ،
فهي أشرف الأماكن لتأدية أول ركن عملي من أركان الإسلام-وهي الصلاة- وقد اقترنت المساجد بهذه الشعيرة العظيمة .
وهي أولى قاعات الاختبار الإلهي لعباده المؤمنين فلا يثبت ولا يُفلح إلا القوم المخلصون .
فلا عجب أن يُبشِّر النبي صلى الله عليه وسلم المَشَّائين إليها في الظُلَمْ بالنور التام يوم القيامة .

وليس بخاف عنكم أن من السبعة الذين يتفيأون بظل العرش يوم القيامة " ورجل قلبه مُعلّق بالمسجد "
وما جاء من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في فضل بناء المسجد لا يخفى على كثير منكم.
وقد عني العلماء والفقهاء بالمساجد وأحكامها أيما عناية ، فنجدهم يذكرون بأن للمسجد آدابا كثيرة ينبغي أن يتعلمها الصغير قبل الكبير، ويحرمون فيها البيع والشراء والصرف وإنشاد الضالة ، وغيرها من أحكام فقهية مبثوثة في بطون الكتب الفقهية والتي استنبطوها من أدلتها الشرعية وعلى رأسها القرآن والسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم.

فمن هنا تجد التهافت والمسارعة من المسلمين في الاهتمام بالمساجد وإيلائها الرعاية البالغة سواء بإنشاءها ، أو بالمحافظة عليها وصيانتها ، أو بإعمارها بالصلوات جماعة والدروس والمحاضرات والأنشطة الدينية والعلمية .
فيُشّمر المجدُّون، ويتنافس المتنافسون في تعلقهم بالمساجد ، فتجد الواحد منهم لا يفارق المسجد إلا لساعات معدودات،وتجد الأعمى منهم يمد حبلا من بيته إلى المسجد في مشهد ينبئك عن مدى امتلاء قلب هذا الإنسان وحبه للمساجد .
فلا تعجب بعد ذلك إن رأيت من آبائنا ممن انحنت أصلابهم وتقوست ظهورهم وهم يسابقون الإمام إلى المسجد .

وقبل الختام لي وقفة شكر وتقدير لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بسلطنة عمان على ما توليه من رعاية واهتمام ملحوظ بالمساجد وما يتعلق بها من إنشاء دوائر خاصة بإنشاءها وصيانتها وتوفير الكوادر الدينية والإشرافية لها والتشريعات والأنظمة واللوائح الخاصة بالمساجد فنسأل الله أن يعيد للمسجد مكانته الدينية والاجتماعية والتربوية والعلمية .

كما لا يفوتني أن أشكر كل الفرق التطوعية والبرامج الشبابية التي تعنى بالمساجد وتوظف الطاقات الشبابية في العمل على تنظيف المساجد وصيانتها ومرافقها فهذا جهد مشكور ومقدر ونقول لكم جزاكم الله خيرا وبعد الخير جنات النعيم .

وأختم بتنبيه لأولئك الذين يبنون أو يساهمون في بناء المساجد أن عليكم أن تتذكروا وتفكروا في صيانة المساجد كاهتمامكم بإنشائها .

نسأل الله القبول والرضوان والتوفيق والإعانة والإخلاص في القول والعمل
وصلى الله وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

مكتوم بن راشد بن مرهون القري

mrm92925778@gmail.com


http://www.sahmawi.com/do.php?img=4513 (http://www.sahmawi.com/)