المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال بعنوان/ الخوف و الرجاء بقلم الفاضل/ حمدان بن محمد المعمري



صوت صحم للاعلام
12-15-2017, 06:12 AM
مقال بعنوان/ الخوف و الرجاء
بقلم الفاضل/ حمدان بن محمد المعمري


حياة المؤمن إستقرار وراحة نفسية وطمأنينة وقناعة وطموح للأفضل، وعمل دؤوب وقلب يفيض حباً لله ولرسوله وللناس جميعا.
منطق يفرض نفسه ويسير بالمؤمنين إلى جادة الصواب، ألا وهو الإعتدال في حياة المؤمن بمعنى آخر تحديد مسار الحياة بطريقة جداً راقية في التعامل مع بارئها عز وجل الذي أوجدها من عدم ويسر لها سبل العيش بما يتناسب مع فطرة الخلق لها، قال تعالى:(وخافونِ إن كنتم مؤمنين).
خوف يمنع المؤمن من معصية خالقه، خوف معتدل يبقي صاحبه في دائرة الحلال الواسعة المترامية الأبعاد في ما يسر الله له في حياته السعيدة والفرص العديدة للثبات على الحق والصبر على العبادات والأعمال الصالحة لنيل حسن الخاتمة والصبر عن المعاصي والموبقات وسوء الخاتمة.

على النقيض من ذلك أي من غير المنطقي للشخص أن يزج بنفسه في أضيق زاوية في الحياة، زاوية الحرام والمخالفات وبما لا يتناسب مع فطرته السوية والتي بطبيعة الحال لا تقبل إلا ما جُبلت عليه النفس من سماحة وجمال خلق ونفس تواقه لما يسعدها متى ما فطنت لسر الحياة الحقيقي وقارب النجاة، وهو الخوف من الله ورجاء رحمته، وهو أي الرجاء الوجه الثاني لنفس العملة؛ عملة الخوف والرجاء اللذان يأخذان بيد المؤمن إلى ما ذكرناه آنفا، (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم).
الرجاء والأمل في عفو الله ورحمته بحسن ظن في الله وطمع فيما عنده على قاعدة من خاف من شي هرب منه ومن رجاء شئ عمل له لكن في هذا المقام الجليل أفضل أن أقول لا هروب من الله إلا إليه ولا خوف إلا منه ولا منجى منه إلا به ولا رجاء إلا هو سبحانه وتعالى.
إذن هي حياة المؤمن ما بين خوف ورجاء.

http://www.sahmawi.com/do.php?img=4114 (http://www.sahmawi.com/)