المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رتب أولويات الإنفاق في حياتك ✍🏼 بقلم/علي الخنبشي



صوت صحم للاعلام
11-24-2017, 06:41 AM
رتب أولويات الإنفاق في حياتك
✍🏼 بقلم/علي الخنبشي

الإسلام جاء منظماً لحياة البشر‏،‏ مؤكداً على ضرورة الترتيب بين الأشياء بحسب أولويتها وأهميتها بالنسبة للفرد المسلم،‏ قال تعالى‏: (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ(55)" [الزمر]، إن تنظيم حياة الإنسان أولاه الإسلام أهمية كبرى ينصب في صالح الإنسان مُقدم على البنيان وغيره، كما أن مقاصد الشريعة تحث على أولوية الحفاظ على الإنسان وهي: حفظ النفس والعقل والدين والعرض والمال، لذا فترتيب الأولويات من أهم العوامل التي تعمل على حفاظ الإنسان.

لكن عندما ننظر إلى حياتنا في جوانبها المختلفة؛ مادية كانت أو معنوية، فكرية أو اجتماعية، إقتصادية أو سياسية أو غيرها - وجد ميزان الأولويات فيها مختلا كل الاختلال، فنجد حولنا مفارقات عجيبة ما يتعلق بالفن والترفيه مُقدم على العلم والتعليم، وفي الأنشطة الشبابية: نجد الإهتمام برياضة الأبدان مُقدم على الإهتمام برياضة العقول، وكأن معنى رعاية الشباب رعاية الجانب الجسماني فيهم لا غير، فهل الإنسان بجسمه أو بعقله ونفسه؟

(المال أمانة....... من أين إكتسبته وفيما أنفقته)

من جهة أخرى نجد الكثير من الناس يحملون صفة التبذير في الإنفاق، وقد غفلوا عن قاله تعالى: "وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)" [الإسراء]، حيث أن المبالغة والتبذير ليست من صفات المسلم الحق، فالسيارة الجيدة تفي بالغرض لقضاء حوائج الإنسان اليومية في التنقل أو غيره؛ وليس بالضرورة شراء سيارة باهضة الثمن أو شراء سيارة أخرى بحجة إستخدامها لعدة سنوات، والهاتف أيضاً يفي بالغرض إذا تم المحافظة عليه، واستخدامه بصورة جيدة.

ان الإسلام جاء منظماً لحياة الإنسان، فالحفاظ على المال هو من واجبات المسلم، فالكسب بالطرق المشروعة والإنفاق بطريقة جيدة متماشية مع ما أمر الله به ورسوله والابتعاد عن التبذير، فإنفاق المال مثلا على الدخان والمخدرات والمسكرات من أعظم صور الإسراف والتبذير ، وإنفاقه في فضول الطعام والشراب بل ورمي الطعام والشراب في القمامة من صور الإسراف والتبذير ، والعجيب أن بعض الدول الإسلامية تبلغ نسبة فضلات الأطعمة الملقاة في القمامة فيها 45% ، أليس هذا إسرافا وتبذيرا؟!.

ثم إن من صور الإسراف والتبذير متابعة الموضة والانشغال بجنون الأزياء والاستجابة لضغوط الحملات الإعلامية الصاخبة التي تحمل كثيرا من متابعيها على شراء ما لا يحتاجون، وعلى طبيعة الحال فإن صور الإسراف والتبذير كثيرة، نسأل الله أن يقينا والمسلمين شرها، وأن يجنبنا جميعا كل مكروه وسوء، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

http://www.sahmawi.com/do.php?img=3936 (http://www.sahmawi.com/)