المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإستعراض بالمركبات .. أو التخميس بقلم✍🏻 /محمد بن حمد البادي



صوت صحم للاعلام
05-14-2017, 06:18 AM
(( الإستعراض بالمركبات .. أو التخميس ))

اﻷحد 14 مايو 2017
📝../ محمد بن حمد البادي
mohd.albadi1@moe.om
🔹🔸🔹🔸🔹🔸🔹

تكثر في هذه الأيام ظاهرة الإستعراض بالمركبات أو ما يسمى في اللغة الدارجة (التخميس)، وقد تفشّت هذه الظّاهرة وأصبحت مزعجة بشكل كبير ً، كما تسبّبت لكثير من اﻷسر بكوارث وذكريات مؤلمة، فكم من عزيز فقدناه، وكم من شخص أصبح عاجزاً، وكم من شخص تأذّى نفسيّاً، وكم من الممتلكات العامة التي خُربت أو كُسرت أو دُمرت بسبب هذه اللعبة المجنونة.
* 🔹🔸🔹🔸🔹🔸🔹

وفي الحقيقة لا أجد تعريفاً أو وصفاً دقيقاً لهذه الظاهرة إلا أنها لعبة خطيرة جداً يقوم بها أشخاص يتصفون بالرعونة واللامبالاة والاستهتار بأرواح الآخرين والممتلكات العامة.

🔹🔸🔹🔸🔹🔸🔹

ومن الملاحظ أن هذه السلوكيات لها أوقات تزدهر فيها...

مثلاً تكون بعد نهاية المباريات ،، سواءً كانت المباريات متعلقة بالفرق اﻷهلية أو اﻷندية أو أحد المنتخبات الوطنية المشاركة في منافسات محلية أو إقليمية أو دولية،،

وكذلك تنشط أيام الامتحانات،،، وبالأخص عند خروج الطلاب من الامتحان،،

وأيضاً تظهر بشكل دائم أيام المناسبات،،، كالأعراس والاحتفالات الشعبية والوطنية.

🔹🔸🔹🔸🔹🔸🔹

وللأسف ،، في بعض الأحيان نجد أن من يمارس هذه الظاهرة ـ الإستعراض بالسيارة ـ شاب يعول أسره ولديه بيت وزوجة وأبناء. شخص لا يدرك أو ربما غير جدير بتحمل المسؤولية أبداً ،، وﻻ أعرف ما هو هدفه من ذلك.
وإذا سئل أجاب بكل غرور وتكبر وﻻمبالاة.... ( أنا حر )

وهل ﻷنك حر ستقوم بإيذاء اﻷبرياء وإزعاجهم وترويعهم ؟
وهل ﻷنك حر ستخرب الممتلكات العامة وتكسرها وتدمرها؟

*ليته سكت ولم يجب..ليته لم يقل شيء*

ومنذ متى كانت الحرية الشخصية مطلقة تماما لتعطيك إذنا بممارسة كل ما يحلو لك حتى ولو كان ذلك على حساب إيذاء الناس وترويعهم وانتهاك حرماتهم؟

قال الله عز وجل:
'وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (٥٨)' [سورة الأحزاب]

أخبروه أوﻻ..
أن الحرية الشخصية تنتهي حدودها عند الإعتداء على حريات الآخرين.

ثم اسألوه..
*ماذا لو أصابك مكروه بسبب الإستعراض بالمركبة ثم تفاجأ أهلك بالخبر الغير سار؟

*هل هان عليك انفطار قلب أمك عليك،،ذلك القلب الذي إمتلأ بحبك والعطف عليك؟

قولو له:
هل هانت عليك دموع أبيك وهي تنزل على لحيته التي ابيضت بعد عمر طويل أمضاه وهو يرقبك تكبر أمامه يوماً بعد يوم لتكون سنداً وعوناً له في مواجهة مصاعب الحياة؟

ماذا عن إخوانك وأخواتك وجميع أهلك؟ هل فكرت بهم؟

ثم عودوا إليه واسألوه..
من المستفيد من هذه اللعبة؟
*أن المستفيد بشكل مباشر من هذه اللعبة بالتأكيد ليس انت ولا أسرتك ولا أحد من أهلك ،،
إنما أكبر المستفيدين من هذا الأمر هم أصحاب ورش إصلاح المركبات وبائعو الإطارات ومحطات تعبئة الوقود وبائعو قطع الغيار وغيرهم الكثيرين ممن تتعلق أعمالهم بالمركبات.

🔹🔸🔹🔸🔹🔸🔹

ثم افتحوا تلك الشرفة المطلة على أولئك الذين لا زالوا يرفعون أصواتهم العالية في كل مناسبة تسنح لهم وهم يطالبون الجهات الرسمية بتوفير حلبات الإستعراض بالمركبات للشباب واسألوهم..

كم من شخص سيكون هذا الشاب سبباً في إلحاق الضرر به ـ سواءً كان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ـ حتى يتقن هذا الشاب فنية بسيطة من فنيات الإستعراض؟
أو قل كم من روح بريئة ستزهق بسبب ذلك؟

وكم من الممتلكات العامة أو الخاصة التي سيطالها التدمير والتكسير والتخريب حتى يصل السائق إلى المستوى الذي يرضي غروره؟
كم من جدار سيهدم على رؤوس اﻷبرياء؟
وكم من شجرة مثمرة مورقة يانعة ستجتث من عروقها؟

وكم من الإزعاج الذي سيصدر منهم وهم يتدربون من أجل اكتساب مهارات الإستعراض وسط الأحياء السكنية وقت القيلولة أو آخر الليل أو في ساعات الفجر الأولى؟
*
ثم السؤال المهم.. ما هو الهدف من المطالبة بإنشاء مثل هذه الحلبات؟ أين تريدون أن تصلوا بشبابنا؟؟

هل هناك مسابقة إقليمية أو دولية لمثل هذه الرياضات الخطرة على البشر؟

هل سنصعد بهم إلى كأس آسيا أو ربما كأس العالم للتخميس؟

أجيبوني..

هل سنرى يوماً من الأيام العلم العماني يرفرف في سماء الأولمبياد بإحراز أحد أبطالنا الميدالية الذهبية أو الفضية أو البرونزية في لعبة التخميس؟

وقس على ذلك ألف كم وكم واتبعها بكم من اﻷسئلة التي تدور في ذهنك.
أكاد أجزم أننا لو اجتمعنا جميعا وحللنا الوضع لن نجد لذلك وﻻ إجابة واحدة مقنعة شافية.
🔹🔸🔹🔸🔹🔸🔹

جميل أن يكون الأمر منظم وتحت رقابة من الجهات الأمنية ويسن له تشريعات وقوانين واشتراطات معينة للاشتراك به ولكن هذه القوانين والاشتراطات بكل تأكيد لن تعجب بطلنا المغوار، فهو الذي تستهويه الإنطلاقة السريعة دائماً بحرية تامة ،، ينطلق بسيارته بسرعة جنونية ،، يقوم بتنفيذ ما اكتسبه من مهارات في القيادة دون قيد أو شرط معرضا السلامة العامة للخطر ، ومن أجل ذلك سيسعى إلى تطوير مهاراته بشتى الطرق وفي أي وقت( ليل ـ نهار ـ فجر ) ليثبت لجميع متابعيه وأصدقائه أنه الأحسن والأفضل ،، بل يريد أن يبرهن للجميع أنه أصبح نجماً لامعاً في سماء التخميس.

من أجل ذلك ـ وقبل أن يصل إلى الحلبة ـ لا بد أن* يتدرب على فنيات ومهارات الإستعراض، وبالتأكيد سيكون ذلك في أقرب طريق وهو خارج من بيته، وسط بيوت الجيران ، وفي شوارع منطقته وسط الأحياء السكنية ،وفي الطرقات المزدحمة بالناس وربما في بعض الأحيان يحلو له الإستعراض وسط الشارع العام معرضا حياة اﻷخرين للخطر.
🔹🔸🔹🔸🔹🔸🔹

انه من المؤسف والمؤلم حقاً أن هذه الظاهرة ـ الإستعراض بالمركبات ـ لا توجد بشكل واضح في أي من بلدان العالم كما هو موجود لدينا في بلداننا الإسلامية والعربية ونحن الذين من المفترض أن نكون قدوه لشعوب العالم ونقدم لهم رسالة أننا شعوب أنعم الله عليها بنعمة الإسلام العظيمة، نكون قدوة للجميع في تربيتنا* وأخلاقنا وجميع معاملاتنا.

ومن أجل ذلك لا بد من تكاتف جهود الجميع للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة.
يجب أن نتعاون جميعاً على نشر الوعي بخطورتها.
علينا أن ندرك أن الشباب هم عماد اﻷمة وثروة الوطن الحقيقية الذي ينفق الكثير والكثير من أجلهم لكي يرتقي بهم إلى مراحل متقدمة من التطور وليكونوا قادة المجتمع ومصدر قوته وعزته وفخره ،ويكون لهم الدور الفعال في تقدم عجلة المستقبل التي لن يقودها بعد توفيق الله إلا *هؤلاء الشباب والذين هم أبناءنا وإخواننا وزملاءنا .

نسأل الله لكل شبابنا الهداية والتوفيق إلى ما يحبه ويرضاه .
🔹🔸🔹🔸🔹🔸🔹

http://www.sahmawi.com/do.php?img=2416 (http://www.sahmawi.com/)