المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 🍃 #مقال ( وداعا عام ٢٠١٦م لا رجعة فيه ولا لقاء بعده ) ✍🏻بقلم: رحمة الهدابية



صوت صحم للاعلام
12-21-2016, 11:02 PM
🍃 #مقال ( وداعا عام ٢٠١٦م لا رجعة فيه ولا لقاء بعده )

✍🏻بقلم: رحمة الهدابية

هاهي الأيام تمضي سريعا وها نحن على مقربة قاب قوسين أو أدنى من توديع عام جديد واستقبال على إثره عاما جديدا آخر وطي صفحة جديدة من صفحات حياتنا والحزن والألم يكتسي ويكتسح ملامح وجوهنا ويعصر ويدمي أعماق قلوبنا ويوقف ويشل تفكير عقولنا في دهشة وتعجب من ذهاب وإنقضاء لسنين حياتنا بهذه السرعة الجنونية المخيفة ما تجعلنا دائمي السؤال في حيرة وارتباك من أمرنا عما تبقى لنا من عمر على هذه السيطة ونحن لا ندري ولا نعلم إن سيكتب لنا عمرا جديدا نستقبل فيه عامنا الجديد أم ستطوى صفحة عمرنا وحياتنا بطي صفحة عامنا هذا ونصبح نسيا مسيا في حياة وقلوب الآخرين .


ماهي إلا أيام قليلة وسترحل سنة ٢٠١٦م بحلوها ومرها بخيرها وشرها سترحل وسيرحل معها كل شيء جميل ومؤلم سترحل وقد غدت تلتقط أنفاسها الأخيرة وتلملم شتات ما تبقى لها من أيام معدودة وسويعات محدودة إذانا عن رحيلها الأبدي والنهائي عنا الذي لا رجعة فيه ولا لقاء بعده بالأمس سعدنا وابتهجنا في استقبالها وها نحن اليوم نستعد لتويعها وغدا ستصبح مجرد ذكرى عابرة تضاف إلى سجل تاريخنا الإنساني والوجودي على هذه الأرض .
سترحل تاركة فينا ذكريات كثيرة وخواطر مبعثرة وأشياءا كثيرة لم نبح بها بعد.

سترحل وأنا في أتم القناعة واليقين ولربما سيوافقني ويشاطرني الرأي والقول هذا الكثير من الناس إن قلت: بأن سنة ٢٠١٦م من أكثر السنوات التي مرت علينا إثارة وجدلا على الإطلاق سواء على المستوى الشخصي أو المستوى المحلي أو حتى على العالمي لأحداثها المتقلبة والمتغيرة على الدوام وأخبارها الكثيرة والمتنوعة ما جعلت الناس في ينقسمون ويختلفون في نعتها ووصفها فمنهم من ذهب في نعتها ووصفها على أنها من أثقل السنوات التي مرت عليه في حياته نظرا لكثرة الأحداث المريرة و الأليمة التي حلت وألمت به من فقد لأحباب أو فقد لأصحاب أو أي حدث صادم آخر جعلته يتمنى رحيلها وخروجها سريعا ومنهم من تمنى بقائها واستمرارها لنجاحاته وتميزه فيها ما قادته على وصفها على أنها من أخف وأنجح سنوات حياته والبعض الآخر قد بقي مترنحا ومتأرجحا وقد أشكل عليه الوصف إذا ما كانت هذه السنة تعد من أجمل سنين حياته أم العكس فهي من أتعسها بسبب حدوث الأشياء الجميلة والمؤلمة معا وفي آن واحد* وقد أكون نوعا ما أنا في هذا القالب قالب المترنحين والمتأرجحين في نعت ووصف هذه السنة* للأحداث المميزة التي حدثت معي في هذه السنة سعيدة أكانت أم حزينة ولعل أبرزها هو حدث إنهائي لرحلتي ومسيرتي الجامعية والتي دامت سنوات من جد والإجتهاد والتي ستكلل وتتوج بعد أيام قليلة بشهادة التخرج التي سأعلن من خلالها عن دخولي في دائرة أو معمعة سوق العمل يليه حدث تحقيق حلم لطالما رجوت الله سبحانه وتعالى أن يحقق لي وهو البدء الكتابة والنشر وها أنا اليوم وبفضل من الله تعالى وتوفيقه قد بدأت الكتابة والنشر .
أما الحدث الأليم والحزين الذي ألم بالعائلة بأكملها هو الرحيل الصادم والمفاجئ للفقيد والمغفور له بأذن الله*تعالى "مبارك" الذي وافته المنية مغرب يوم السبت بتاريخ* ١٢/ رمضان/ ١٤٣٧ه وما يوافقه ميلاديا ١٨/ يونيو/٢٠١٦م ليبقى هذا التاريخ محفورا في ذاكرة عقولنا بالوقت والساعة واليوم.

وإن كانت النظرة العامة في مجملها لعام ٢٠١٦م يشوبها ويعتريها شيئا من الإحباط والتشاؤم في كثير من محطاتها وهذا راجع لأسباب عدة ساهمت إلى حد ما في تشكيل هذه النظرة التشاؤمية في عقول وأذهان الناس من أهمها الإنخفاض المستمر لأسعار النفط الذي ساهم بشكل مباشر و كبير في وقوع العجز المالي أو ما يسمى " بالأزمة المالية" التي تسببت هي الأخرى في وقوع الكثير من المشاكل من بينها ارتفاع نسبة الباحثين عن عمل خصوصا بين أوساط الخريجين ، وإقدام الدولة على الإقتراض من البنوك الدولية ،وإيقاف العلاوات والترقيات ناهيك عن إيقاف أو إلغاء بعض المشاريع التي قدمت الدولة على تنفيذها على أرض الواقع ما يحتم على الحكومة إيجاد الحلول والبدائل المناسبة لتخطي هذه الأزمة وبأقل الخسائر
مرورا بإستمرار أعمال العنف والأوضاع الدامية* في الأراضي العربية المنكوبة في كل من العراق وسوريا واليمن واستمرار المشاكل القلاقل السياسية الداخلية في كل من مصر وليبيا ومصر وانتهاءا بحدث عام ٢٠١٦م كما يصفه ويطلق عليه البعض لإثارته وللجدل المثير الذي قد صاحبه في عموم العالم أجمع وهو حدث فوز المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري "دونالد ترامب" ما جعل الكثير من دول العالم* بصفة عامة والدول العربية والخليجية بصفة خاصة مراجعة حساباتها وتغيير شيئا من سياساتها التي اعتادت عليها تجاه الولايات المتحدة الأمريكية لمدة ثماني سنوات من فترة حكم الرئيس الأمريكي* السابق براك أوباما لما اتصف به هذا الرئيس الجديد _ترامب_ من تصريحات متناقضة تارة والمستفزة تارة أخرى .

هاهي سنة ٢٠١٦م وهاهي أحداثها الكثيرة والمثيرة والتي أتمنى أنني استطعت أن أجمل بعضا أو شيئا منها وفي سويعاتها القليلة الباقية لا يسعنا إلا أن نطلق عنان أحلامنا وأمنياتنا نحو السماء آملين من المولى عز شأنه وجل أن يحققها لنا في عامنا الجديد وفي مقدمتها :


_بأن يحفظ لنا سلطاننا المفدى وهو يرفل بأثواب الصحة والعافية أعواما عديدة وسنين مديدة
_يليها بأن تنتهي كل أزمات ونكبات هذه الأمة ويستطيع كل واحد منا تحقيق ما يصبو إليه من أحلام وطموحات
_وآخرها بأن يعيش هذا العالم بآسره من أقصاه إلى أقصاه في حب وأمان وود ووئام.
وآخيرا أقول:
وداعا عام ٢٠١٦م ...وداعا لا رجعة فيه ولا لقاء بعده.

http://www.sahmawi.com/do.php?img=843 (http://www.sahmawi.com/)