المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 🍃 #مقال: أعيدوا للكتاب هيبته!! ✍🏻بقلم: رحمة الهدابية



صوت صحم للاعلام
11-27-2016, 07:09 PM
🍃 #مقال: أعيدوا للكتاب هيبته!!

✍🏻بقلم: رحمة الهدابية

بتنا شعوبا لا تقرأ وإن قرأنا لا نطبق ما قرأناه أو بالأحرى وبالمعنى الأصح نحن في الأصل لا نفقه ما نقرأ حتى نستطيع تطبيق ما نقرأه على أرض الواقع وفي حياتنا اليومية بمختلف مجالاتها _العلمية، الصحية ،السياسية ،الأدبية ....ألخ _ لذلك لا غرابة ولا استنكار في الأمر من كوننا أمة قد تخلفت وأصبحت في آخر الركب وقد سبقتها غيرها من الأمم في النماء والرقي والتطور والازدهار لعنايتها الفائقة والملفتة بالكتاب وقراءته بأساليب حدثية ومبتكرة تتماشى مع* تطور وحداثة العصر ما أسهم في جعل تلك الأمم في مقدمة الركب قائدة لا مقيودة** على الرغم من أول ما جاء في دستور هذه الأمة والذي لا يشفع لها أبدا هذا الضعف والهوان* هو كلمة إقرأ لما لهذه الكلمة السهلة في النطق والعظيمة في معانيها ومدلولاتها الواضحة والجلية في عدم قدرة هذا الإنسان في تعمير وخلافة الأرض بالطريقة التي أرادها المولى _عز شأنه وجل_ عندما استخلفه في أرضه ما لم تكن لدية معرفة كافية وسابقة متمثلة في البحث والاطلاع والقراءة بعمق وكثب حتى يستطيع التأقلم والعيش في هذه الأرض بما تحوية من كائنات ومخلوقات وأماكن مختلفة ومتنوعة.

فالمتأمل بعين فاحصة وبصيرة واعية سيدرك إن معظم ما تتعرض إليه اليوم أمتنا من أزمات متلاحقة أزمة تتلو أزمة ونكبة تتلو نكبة وما تشهده أيضا من هذا التخبط والعشوائية والفوضى التي تجتاح نظام الحياة العامة بشكل واضح وصريح سببه الرئيسي هو جهل الناس الناتج من عدم وجود قاعدة معرفية مسبقة ناتجة من القراءة الصحيحة و السليمة لتكون بذلك هي الأخرى الفيصل والحكم الذي يلجأ ويحتكم إليه الناس قبل الشروع بأي فعل أو التلفظ بأي قول*
لتفادينا الكثير من المشاكل التي تعاني منها كأزمة فكر وأزمة أخلاق و الحروب الطاحنة التي تدور بين المسلمين أنفسهم والفتن الطائفية المنتشرة كالنار على الهشيم وانتشار الأوبئة الخطيرة ناهيك عن تدني مستويات التعليم والسياسة وغيرها سببها ابتعادنا* عن الكتاب واعتمادنا شبه كامل في الحصول على المعلومات والأخبار من قنوات الاتصال الحديثة التي يكون في مجملها معلومات خاطئة ومشبوهة لا مصادر موثوقة لها واعتماد البعض على كلام العلماء والمفكرين من دون أن يتعب أحدنا في التأكد لما يقوله هؤلاء من خلال البحث والاطلاع في مختلف الكتب والمجلدات .

بعد أن كان الكتاب يحتل منزلة الابن من حيث الاهتمام به والحفاظ عليه من التلف والتمزق وما تغير لون نهري دجلة والفرات وتحوله إلى اللون الأزرق من كثرة الحبر الذي طغى على ماء النهرين إلا دليل قاطع على تلك العناية الخاصة والمكانة العالية التي حظي بها هذا الكتاب في نفوس أولئك الأقوام حتى استطاعوا بذلك أن يتميزوا ويتفردوا عن غيرهم ويكونوا روادا وقادة في كل مجال وانتشار علمهم من أقصى الأرض إلى اقصاها .

وإذا ما أردنا أن نعيد ذلك المجد التليد وننافس الأمة اليابانية في تطورها والأمة الصينية في تميزها والأمة الهندية في طموحاتها والأمة الأمريكية في تسيدها وقيادتها للعالم لا بد أن نعيد للكتاب هيبته ويصبح* من اللوازم الضرورية التي لا نستطيع الاستغناء عنها كباقي لوازمنا واحتياجاتنا الضرورية من مشرب ومأكل ومسكن وهذه الأمنية والغاية بسيطة وليست بمستحيلة* ستتحق من الأسرة أولا من خلال ترغيب وتعويد* الأبوين أبناؤهم للقراءة مرورا بمؤسسات المجتمع المختلفة المساجد، المدارس، الجامعات، الأندية وغيرها في نشر ثقاقة القراءة* الصحيحة ليتسنى لنا أن نخرج أجيالا تحمل مشاعل العلم والمعرفة أينما رحلت* وارتحلت.

وأخيرا أود القول:

أعيدوا للكتاب هيبته لتستعيد هذه الأمة هيبتها وعافيتها.

https://up.harajgulf.com/do.php?img=1296535 (http://GulfsUp.com)