المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال بقلم :رحمة الهدابي ((سلطاننا المفدى ليس بحاكم فحسب) )



صوت صحم للاعلام
11-06-2016, 07:52 PM
🍃 #مقال
سلطاننا المفدى ليس بحاكم فحسب

✍🏻بقلم :رحمة الهدابية


في إحدى المرات كتب أحد الكتاب الخليجيين المعروفين مقالا نشر في إحدى الصحف العمانية بعنوان "تويتات عمانية" والذي تحدث* فيه عن سر العلاقة الحميمة والصادقة التي تربط صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد —حفظه الله ورعاه— بأبناء شعبه وما استشهد عليه في ذلك من عدم خلو الصفحات العمانية في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام وتويتر بشكل خاص من صورة لصاحب الجلالة—حفظه الله ورعاه— ولا الإحساس بالتكلف أو التصنع من الاستشهاد بأقواله وحكمه في مختلف المجالات والمناسبات ولا الشعور أيضا بالملل من الإشادة والذكر المستمر بما حققه من منجزات عظيمة على الأرض العمانية ما يستوجب عليهم المحافظة عليها من التدمير أو التخريب حتى تتسنى لهم الفرصة لمواصة ديمومة واستمرارية هذه المنجزات من* خلال الإتيان بأفكار جديدة ومبتكرة لتكون أكثر إبداعا وتميزا لكافة مجالات الحياة المختلفة لمواكبة و مواءمة عصر السرعة.

مرورا بكشف سر هذه العلاقة التي أصبحت لغزا لدى الكثير ممن يظن أو يعتقد أن هذه العلاقة ناتجة من خوف من عقاب متوقع أو خشية من لوم أو عتاب أو قائمة من باب مجاملة وإنما في حقيقتها هي علاقة طبيعية خالية من تلك الاعتقادات السلبية والتكهنات الخاطئة فالشعب العماني يحب قائده هذا الحب الجميل الخالي من أية مصلحة أو منفعة* مما جعل هؤلاء المشككين* يعتقدون* بتلك الظنون لما وفره له هذ القائد المحنك من أمن وأمان وعيش كريم وبيئة يملؤها الحب والتسامح بين جميع أفراده من غير تفضيل أو تمييز شخص على* شخص آخر....إلخ مع ما ذكره أيضا من عدم اهمال العمانيون وعلى الرغم من الحب والاحترام والتقدير الذي يكنونه لقائدهم إلا أن هذه الصفحات أيضا لا تخلو من الانتقادات التي يوجهونها إلى الحكومة وإلى كل مسؤول يرأس منصب معين في الدولة لإصلاح الخلل الموجود بطريقة حضارية بناءة.

وغيره الكثير من المحبين وغير المحبين لعمان وأهلها على حد سواء ممن تثيرهم هذه العلاقة الفريدة والنادرة والتي تعد ضربا من الخيال في عالم يموج بصراعات و اضطرابات غير معهودة ومسبوقة من قبل تسعى فيه الكثير من الشعوب إلى التخلص من حكامها بأية طريقة كانت سواء أكانت بطريقة شرعية أو سلمية كعزله أو إسقاطه أم بطريقة غير شرعية كخطفه أو قتله إن قدر لها* ذلك . لكن في المقابل ضرب الشعب العماني مثالا رائعا ونموذجا حيا في الاحتفاظ بعلاقته بقائده ما جعل الكثيرون يتسألون عن سر بقاء هذه العلاقة الاستثنائية على الرغم من تقادم الأيام والسنين عليها لا زالت في ذروتها وأوجها كأنها في بدايات استلام مولانا المعظم مقاليد الحكم في البلاد. هنالك أسباب عدة جعلت الشعب العماني نقيض كل الشعوب التي خرجت على حكامها وأرادت* وأد وقطع كل ما هو مؤدي إلى تحسين واسترجاع هذ العلاقة إلى سابق عهدها ولعل أبرزها نظرتنا نحن العمانيون نساءنا قبل رجالا وصغارنا قبل كبارنا إلى سلطاننا المفدى كنظرة الإبن المحب والعاشق لأبيه واستشعارنا الصادق لمعنى هذه الكلمة —الأبوة—في مواقف عدة لربما أبرزها سفره للعلاج استشعرنا في لحظتها يتم الأبناء والفراغ الذي يخلفه ذهاب الأب عنهم وفرحتهم الغامرة والكبيرة لعودته سالما غانما.

ناهيك عن تقديرنا واحترامنا له لما قام وما يقوم به من أجلنا فهو كما أسلفت مثل الأب ولكنه ليس كأي أب فقد فاق الآباء في التضحية والكفاح فالأب العادي قد يضحي لخمسة أو عشرة أو إذا ما تعدى عدد الأولاد إلى العشرون ولدا ولكن مولانا قد ضحى بنفسه وصحته ووقته وماله إلى أكثر من مليونين* إنسان عمل بجد واجتهاد وكان معظم يومه يقضيه* في التنقل والتجوال بين مناطق وولايات السلطنة من مسندم شمالا* إلى ظفار جنوبا ومن صور شرقا إلى البريمي غربا كل ذلك ليطمئن شعبه البائس في ظلمات الجهل والتخلف بأن فجرا سيشرق على عمان فجرا سيجعل مستقبل عمان مشرقا زاهيا بالإنجازات والمنجزات العظيمة التي لطالما حلموا بها كحال أي شعب يحيا بعيشة هانئة رغيدة فجرا سيخرج عمان من عزلتها المقيتة الحزينة إلى الانفتاح والتعاون مع الجميع وعلاوة على ذلك ستصبح* صديقة العالم بأسره وستأتي جميع دول العالم من دول متطورة إلى دول نامية تريد أن تكون صديقة لعمان ، وستنتشر المدارس بكل عمان وستتعلم الإناث مثلما يتعلم الذكور**
كل هذه العهود وغيرها الكثيرة التي وعد بها مولانا السلطان قد أوفى بها وها نحن اليوم وخلال 46 عام فقط والتي تعد في مقياس الدول المتقدمة معجزة صعبة التحقق* لقساوة ومرارة العيش التي عاشها أباءنا وأجداد قبل السبعين نجني نحن ثمارها نعيش حياة يغبطنا عليها الكثير نعيش آمنيين فغيرنا يعيش في خوف وهلع جراء الحروب الدامية والكوراث الطبيعية التي تصيبهم* نحن نعيش في حب وتسامح ووئام وغيرنا يعيش* في بغض وكراهية وإقصاء للآخر من وراء* الفتن الطائفية* أبناءنا يدرسون في أحسن المدارس وأرقى الجامعات وأبناء غيرنا يخرجوا من مدارسهم وجامعاتهم ليبعوا في الشوارع ليأمنوا لقمة عيش لأهلهم وذويهم .

هذا هو سلطاننا المفدى وهذا ما قام به من أجلنا* ليجعلنا في مصاف الشعوب المتقدمة الآمنة والسعيدة بحياتها فكيف تلومننا في حبه أو تشككون في حبه له فهو كالبلسم على الجراح والطبيب إذا مرضنا والمعلم جهلنا فشكرا للمولى عزوجل على نعمة اسمها
'' قابوس''.

تحرير/صوت صحم للإعلام

https://up.harajgulf.com/do.php?img=1240487 (http://GulfsUp.com)