المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة لم يكن ( شارع الصناعية) ل. فلوه المزينية



الراقي
01-15-2016, 06:36 PM
قصة لم يكن
1.( شارع الصناعية🚗💥)

ل. فلوه المزينية
...........

لم يكن الدمع ليهطل والدماء تَجري على ضفافِ الشوارعِ الممزّقة قبل بضعِ عقود حينما كانت العُقول في محلِها والأموالِ في مكانِها والبشرَ على طبيعتِها دون تَصنع أو تكلُف ، لم نَكن نسمعُ بتلك المَجازر التِي تغتالُ الطّرقات الكئِيبة وعيون النّاس تنظرُ إليْها وقد اغرورقَت بدمعٍ يصارعُ الإحمرار، وحتى أنّه لَم نكن نسمع قبل سنواتٍ بأن شَارع الصّناعية بصحمٍ هو مجزرة تجعلُ القَلب ينفطرُ ألماً ووجعاً على شباب يهدر قبل اكتِمال عقدهِ ، لم نَكن نسمع بالكثيِر من مجازرِ الطّريق مِثلما نسمَعها الآن فالطريق باتَ مزحُوما وممزقاً ومظلماً حتى من تلكَ الإنَارة التي تَهدي السّائرين فيه ولربما أقول باتَت زحمتَه تعيقُ ضَوء القَمر الذي أنّى له في عتْمة الليل الحَزين أن يكونَ المُهدي الوحيد للسَائرين فيه ، حتى صاحبةُ القَلم لم تَكن تَعلم بأنها في أحدى الليَالي الكَئيبة سَيقع عليها حادث في ذاتِ الشارع وقد اصَابها ما أصابها .
ساحاتٌ باتَت كئيبة ومنازل أضحت منفَطرة في صباحاتِها ومسائاتِها تندبُ من خَرجوا منها بلا عودة تاركيِن خلفَهم عجائِز متكئِين على الأبوابِ وأطفال حلّ بعينِهم البياضِ من الحزن .
أيُ ألم هو أعظم من ألمِ الفقدان على أولئِك النائِمين في اللحودِ حيث رحلوا إلى السماءِ تاركين خلفهم من هم يتألّموا على فقدانِهم وتنفطر قلوبهُم لذكراهِم ، أيِ حزن هو أقسَى من ذلكَ الحزن الذي يخيم على لقلوبِ حين العبور من شارعِ الصّناعية حتى تكاد السّيارة أن تبتلِعها الأرض من تلكَ الحفر التي اغتالَها الزّمن ريثما تمرُ بها تلك الشّاحنات التي أنّى لها أن تعبرَ بسلامٍ دونَ أن تُحدث بصمة إن لم تكن في قلبِ الشّوارع فإن بصمتها ستأتي على ضفاف الشّارع الذي بات يندب حظّه.
ما يقطعُ القَلب أنه حين الحَديث عن اسطورةِ شارع الصِّناعية فإنّه نجد أصوات تُنادي من كل مكان صبراً قَريبا ستنزلُ المناقصَة والبعض يزعَم بأن المُناقصة نزلت ورواية أخرى تقول بأنها جَاءت وعلى الرغم من كثرةِ الرّوايات فأن الزّمان سيشُيب بِنا و أجسَادنا ستَتحلل وروايةُ مناقَصة شارع الصّناعية لازالت فِي اختلافٍ.