المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما يحلق الصقر وحيدا



شموخ صحم
09-02-2012, 10:24 AM
عندما يحلق الصقر وحيدا
عندما يتنفس الصباح الباكر يبتسم معه كل الوجود، فتغرد العصافير، و تتفتح الورود، و تمتلىء القلوب محبة، و تشرق الوجوه ابتسامة. نعم هكذا كانت اشراقة شمس الصقور ليلة البارحة و التي كُتب لها ان تكون مع غروب ليلة الجمعة, فسبحان من جعل غروب شمس تلك الليلة ايذانا لاشراق مجد قادم لابناء الصقور.

لم تكن تلك الليلة سهلة المنال, بل على العكس من ذلك فقد عانى فريق الصقر كثيرا قبل بدأ المباراة فضلا عما كابده خلال مجرياتها. و كأن القدر لا يريد لهم ان يدركوا هذا الامر الا على جسر من التعب.
بصرت بالراحة الكبرى فلم ارها ***** تنال الا على جسر من التعب.

لقد تكابدت الظروف على ابناء الصقور قبيل اسبوع من المبارة – ان احسنا الظن انها لم تكن بفعل فاعل – فتهاوت عليهم كجلمود صخر حطه السيل من علِ. الا انها همم الكبار التي لا تعرف الياس و عزيمة الابطال التي تتحطم امامها كل الشدائد و المحن. و على الرغم من ذلك فقد بذل كل هيثم من ابناء الصقور جهده، و قدم كل ما لديه عاقدين العزم على بلوغ المرام، و تحقيق المحال، قربانا لتراب بلدهم، كونهم يعرفون قيمته، و يضحون من اجل رفعته. فتغلبوا على كل عقبة كؤد، و تهاوت امام عزائمهم كل محنة كنود، الا ما كتب لهم ان يصارعوه بهمم لا تعرف اليأس.

وكأن الاحداث تمر بنا سراعا، تطوى احداثها بحثا عن المجهول الذي لا يعرفه احد بعد. ذلك المجهول الذي تلبدت حوله الغيوم المتراكمة التي لم تستطع معها ان تحجب اشعة الشمس من الظهور. و اذا بنا بين قرع الطبول و عزف المزامير و هتاف المحبين و صراخ العاشقين. انه منظر الجماهير المتعطشة المتوجسة. انه المد الاصفر الذي علت هتافاته و ارتفعت صيحاته طوال عمر المباراة التي كتب لها ان تطول الى الثلاث ساعات.

و بدأت اولى فصول احلى الحكايات للصقور و فريقه يفتقد الى خدمات عازف ايقاع وسط الميدان و لاعبه الشاب المبدع عبدالهر جمعه. و على الرغم من ذلك فقد كان لاعبوه في الموعد مع الابداع و التالق فكانت بدايتهم موفقة فتناقلوا الكرات و تبادلوها بينهم لحنا يحلوا لكل عاشق للمستديرة. و تواصل الابداع طوال مجريات الشوط الاول مع تواصل دعم الجماهير المخلصة.

و بدات الفصول الاخرى تروى احداثها على غير الطريق التي يشتهيها ابناء الصقر في طريق حلمهم المشروع للحصول على الكأس الغالية. و توالت الاصابات على لاعب الخبرة في وسط الفريق درويش الهدابي و توالى خروجه للعلاج و كانها ارهاصات تنذر بغير ما يتمنى العشاق و المحبون. و من ثم يصدم الجميع بخروج رمانة الوسط و انيستا الصقور لاعبه المبدع الفنان عبدالمعين بداعي الاصابة و الارهاق.
اشتدي ازمةُ تنفرجي **** قد آذن صبحكِ بالبلجِ
لم يكن كل ما حدث لابناء الصقور الا سببا لبذل المزيد من الجهد، فكانت المحن منحا، و الشدائد مطايا، و العقبات ركابا. و كأن لسان حالهم يقول: لن تذهب ايها الكأس الى غيري، و لن يحلق بك سواي، لانه لا يعرف التحليق وحيدا الا الصقر. شامخ في كبرياءه ، متربع فوق السحب، لا يجاريه احد، و لا يلحق به سواه.

و اقتربت حكاية الف ليلة و ليلة من فصلها الاخير و لم يكن الاّ الذي لا بد منه. و احتكمنا الى ضربات الترجيح التي يقال عنها ضربات الحظ الذي لم يكن ليبتسم الا لمن يستحق، جزاء ما قدم. و قبل ان يداهم شهرزاد النهار، تقدم الشاطر حسن ليقدم لنا اروع ما لديه و يبدع و يتألق فيسكت الجميع لينطلق متصديا لركلتي جزاء حاميا بهما عرينه الذي لم يفرط فيه ابدا. و عند وصول الليلة الاولى بعد الالف، قدمت لنا شهرزاد سندبادها البحري و ربان سفينتها الى قلعة الكؤس. اسعد المرزوقي لاعب يعرف طريق المرمى في احلك الظروف فكيف و هو على بعد خطوات من الشباك. لحظة الحسم و الركلة الاخيرة التي تفصل فريقه عن الكأس الغالية التي يحلم بها. تقدم الليث، واثق الخطوة، عاقدٌ عزمه، ممتطيا صهوة النصر، متوشحا لباس الفرحة. فاحرز ركلة الجزاء مرتين متتاليتين بعدما قرر الحكم اعادة الضربة الاولى ليعلن للجميع استحقاق الصقور للقب الغالي الاول الذي توجوا به عن جدارة و استحقاق.

لقد كان رفاق اسعد المرزوقي صقورا محلقة. لان الذئب لا يمشي الا مع اقرانه. فقد كان الجميع هم من امثال اسعد في كل شي، فكيف لنا ان نغفل امثال محمد مطر و خميس و طلال و غيرهم ممن لم اتشرف بمعرفتهم حق المعرفة. فليعذرني الجميع فيمن لم اوفه حقه.

اما اصول الحكاية فانها ترجع الى شخصية لا تعرف الا العمل و التواضع. غيور على ابنائه و بلده، سخر كل ما يملك لكل من يحب و ليس هناك من لا يحبه. علي المرزوقي او كما يحب ان يكنى به أبو فيصل، جمع الفريق على امل و احد و تعاهدوا جميعا على طموح لم يتنازلوا عنه و لا يرضوا بسواه. و قد شد من عضده و سانده في دربه صديقه الحميم ابو سالم. لقد عمل الاثنان على قيادة السفينة الى شاطىء النصر في رحلة بحثهما عن جزيرة الكأس الغالية. فتسابق الجميع معهما من اجل الهدف المنشود الذي سبقهما الى تحقيقه لهما قدر الجهد و العمل و التواضع و محبة الناس.

الغاوي
09-02-2012, 10:51 AM
حروف من ذهب و وصف رائع لا يجيد هندسته إلا شخص مخلص مثلك يا أبو محمد فلك التحية على كل ما سطرته و على تعاونك اللامحدود مع فريق الصقر الذي يكن لك أبنائه كل الإحترام والتقدير ....

النجم
09-02-2012, 03:27 PM
كلمات معبره كالعاده منك ومن قلمك الرفيع الذي يبدع دائما من القلب ، ومازلنا بانتظار ابداعك وهندستك كالعاده ..

فريق الصقر قدم كل جهده لاستغلال فرصة تاريخية لاتتكرر دائما .