المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نادال: الذهب الأولمبي هو الأصعب بين منافسات بطولات التنس



دراجون صحماوي
07-15-2012, 04:57 AM
لا يبدو تواضع رافاييل نادال المعتاد كافيا لإخفاء طموح لاعب التنس الأسباني ، الذي يصل إلى لندن 2012 بهدفه الدائم: الفوز بكل شيء في طريقه. وباقتناع محدد: لا يوجد ما هو أكثر صعوبة من الفوز بالذهب الأولمبي.

ويؤكد بطل دورة بكين عام 2008 خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "فيما يتعلق بالصعوبة ، تمثل الألعاب الأولمبية دون شك الحدث الأكثر صعوبة".

ومع إتمامه عامه السادس والعشرين ، يبدو نادال رجل الأفكار الواضحة والإجابات الفريدة. لكنه يصعب عليه أن يعرف نفسه، بل إنه كثيرا ما يرد على ذلك بأنه ببساطة لا يملك جوابا. وذلك ما يحدث له قبل دورة لندن ، فلا يستطيع الإجابة على سؤال إذا ما كان الفوز بالذهب الأولمبي على مسرح عريق مثل ويمبلدون يفوق في أهميته الفوز بإحدى بطولات الجراند سلام.

ويحرك نادال رأسه وهو يقول "إنها أمور شخصية للغاية. لا يمكنني أن أخبرك إذا ما كان الذهب الأولمبي يعادل الفوز ببطولة جراند سلام. يبقى ذلك إحساس شخصي".

حينها يظهر الجانب الدبلوماسي لنادال "أعتقد أولا وأخيرا أنها جميعا إنجازات مهمة"، قبل أن يختفي ذلك الجانب ويظهر نادال صاحب الآراء القاطعة.

ويؤكد بطل رولان جاروس سبع مرات ، ومونت كارلو ثماني مرات ، وبرشلونة سبع مرات وروما ست مرات "عالم التنس يبدو على هذا الشكل ، الأكثر أهمية هي بطولات الجراند سلام. لكن لا توجد مقارنة ، ربما كان الفوز بباقي ألقابي مقارنة بانتصاراتي في رولان جاروس أصعب"، في رأي بالتأكيد لن يشاطره إياه أغلب لاعبي التنس.

ويضيف "على سبيل المثال ، في 2008 راودني إحساس بأن تلك المرة ربما كانت أفضل مشاركة لي في رولان جاروس طيلة مشواري. فزت هناك وفزت بدورة الألعاب الأولمبية في بكين. وفي الحقيقة كان تأثري بالفوز في بكين أكبر".

ويعود ليشدد "إنه أمر شخصي ، ما الذي تفضل أن تفوز به أستراليا أم أمريكا المفتوحة أم ويمبلدون أم رولان جاروس".

لذلك هو لا يعتقد أن مسألة خوض الدورة الأولمبية في ويمبلدون تضيف الكثير إلى المنافسة.

"أعتقد أن الدورة الأولمبية تتمتع بخصوصية ذاتية. ليست بحاجة إلى أن تقام في ويمبلدون. بالتأكيد إقامتها هناك تصنع قيمة إضافية ، لكنني أعتقد أن الدورة الأولمبية تملك ما يكفي من الأهمية أيا كان المكان الذي تقام به".

ومن كثرة ما يسهب نادال في نفس الإجابة ، يختلط عليه الأمر ، لأنه مع التأمل كثيرا ينتهي به الأمر بوضع مساواة بين الفوز بأحد ألقاب الجراند سلام والذهب الأولمبي: "بالتأكيد لندن مدينة تتمتع بخصوصية ، ومن الجيد فرصة اللعب هناك ، الفوز بدورة أولمبية سيجعلني أشعر بسعادة غامرة، أعتقد أن الإحساس سيكون شبيها" بالفوز بإحدى البطولات الكبرى.

ويوصله ذلك إلى التعبير عن اقتناع خاص "ما يمكنني قوله هو شيء واحد: الدورة الأولمبية تبقى دون شك المنافسة الأصعب ، لا أحد تساوره الشكوك بشأن ذلك".

وعندما يسأل عما يدفعه لإبداء هذا الرأي ، يلجأ إلى الحسابات والأرقام "كم مرة تتاح للاعب فرصة الفوز بلقب جراند سلام في مشواره؟ إنها مسألة أرقام ونسب. لديك أربع بطولات كبرى في العام ودورة أولمبية وحيدة تقام كل أربعة أعوام".

في أغسطس 2004 وصل نادال إلى أثينا بوجه حالم وشيء من ذهول المراهقين ، وانتهى سريعا مشواره الأولمبي. كان للتو قد فاز في منتجع سوبوت البولندي بأول الألقاب في مشواره. لم يكن بعد هو نادال الذي سيجتاح الجميع في الملاعب.

ويقول في إشارة إلى ذهبيته في بكين "لقد نافست حقا في ظروف تسمح بالفوز بشيء في الدورة الأولمبية ، كان من حسن حظي أن الأمور خرجت على نحو جيد".

ويضيف "هذه هي المرة الثانية التي تلوح لي فيها فرصة الفوز بشيء. بعد ذلك قد تكون في حالة سيئة ، قد تكون في حالة جيدة ، قد تخرج من الدور الأول ، كل شيء قد يحدث".

ويقول "لكنني خضت دورتين أولمبيتين فقط لاحت لي فيهما فرصة الفوز بشيء. التواريخ لم تساعدني كثيرا ، بالنظر إلى أن مشاركتي الأولى في أثينا جاءت في العام السابق على بزوغ نجمي كلاعب".

ومع عشقه للأرقام ، وامتلاكه ذاكرة موسوعية تسمح له بتذكر أحداث مباريات ونتائج ، ليس له فحسب وإنما أيضا لمنافسيه ، كان نادال يتمنى لو أقيمت أول دورة أولمبية على الإطلاق في أثينا عام 1894 أو 1898. فإقامتها عام 1896 حرمته من فرصة كانت تبدو مواتية بالنسبة له.

وقال "حرمت من إقامة دورات أولمبية خلال أربع سنوات بلغت فيها أعلى المستويات في مشواري. لو أقيمت الدورة (في أثينا) عام 2006 ، لكانت لاحت لي على الأرجح فرصة المشاركة في ثلاث دورات وأنا في قمة مستواي. تلك هي الحقيقة".

لكن ربما تلوح له فرصة المشاركة الثالثة وهو في عمر الثلاثين بدورة ريو دي جانيرو عام 2016 ، لكنه يفضل عدم التفكير في ذلك: "لا يمكن أبدا معرفة ما قد يحدث في 2016 ، إذا ما كنت سأشارك ، إذا ما كنت لن أشارك ، إذا ما كنت في منزلي وقتها"، لذا يشدد "تمثل الألعاب الأولمبية دون شك الحدث الأكثر صعوبة".