المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكرة المصرية تبحث عن شعاع الضوء في نفق مظلم



دراجون صحماوي
03-16-2012, 09:31 AM
لم تتمكن مصر من الوصول لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010 في عز تألقها لكن رغم التراجع في مستواها في الفترة الحالية فإنها تبقى تحلم ببطاقة الظهور في البرازيل عام 2014.

وفشلت مصر في التأهل لكأس الأمم الافريقية مطلع العام الماضي رغم فوزها بثلاثة ألقاب متتالية في 2006 و2008 و2010 وهوت في تصنيف الاتحاد الدولي (الفيفا) للمنتخبات للمركز 64 وهو أقل مركز في تاريخها في وقت سابق الشهر الجاري.

وما زاد الطين بلة توقف النشاط الكروي في مصر منذ سقوط أكثر من 70 قتيلا وإصابة المئات في أحداث بورسعيد في الأول من فبراير شباط الماضي بعد أعمال شغب عقب مباراة الأهلي مع المصري في الدوري الممتاز.

وقررت اللجنة التنفيذية التي تدير اتحاد الكرة المصري بعد استقالة الاتحاد السابق برئاسة سمير زاهر إلغاء الدوري واستبداله بدورة تنشيطية ودية يبقى مصيرها غامضا في ظل رفض الأمن إقامة مباريات ودية حتى ولو بدون جماهير.

وقال الأمريكي بوب برادلي الذي تولى تدريب مصر في سبتمبر أيلول الماضي "لو شعرت أن سقف طموحاتي انخفض سأرحل عن تدريب الفريق فورا. عندما توليت المسؤولية كانت طموحاتي أن أحقق حلما مع المصريين بقيادتهم إلى كأس العالم بالبرازيل في 2014."

وأضاف المدرب الذي خاض أربع مباريات ودية فقط مع مصر لرويترز "ألمس الإصرار في اللاعبين على تحقيق حلم الوصول لكأس العالم وألمس التحدي في وجوه الجهاز الفني المعاون لي وهذا يجعلني أكثر تمسكا وإصرارا على العمل لبلوغ كأس العالم."

وكان من المفترض أن يخوض برادلي مباراته الرسمية الأولى مع مصر الشهر الماضي أمام افريقيا الوسطى في تصفيات كأس أمم افريقيا 2013 لكنها تأجلت بسبب كارثة بورسعيد حتى يونيو حزيران المزدحم بالارتباطات.

وستضطر مصر بذلك لخوض مباراتي ذهاب وإياب الدور التمهيدي للتصفيات الافريقية أمام افريقيا الوسطى في 17 و30 يونيو حزيران بينما ستلتقي مع موزامبيق وغينيا في الأول والثامن من الشهر ذاته في بداية مشوار تصفيات كأس العالم.

لكن منذ الآن وحتى حلول يونيو - الذي سيشهد انتخاب رئيس جديد لقيادة مصر التي يديرها المجلس العسكري منذ تنحي الرئيس حسني مبارك منذ أكثر من عام عقب انتفاضة شعبية - يكتنف الغموض مصير استعدادات المنتخب الأول وكذلك المنتخب الاولمبي الذي يعود للمشاركة في اولمبياد لندن بعد غياب دام عشرين عاما.

وقال علاء اسماعيل الناقد الرياضي بصحيفة الأخبار لرويترز "الكرة المصرية تعيش منعطفا من أصعب ما شاهدته في تاريخها منذ تأسست. الكرة المصرية أصبحت لا تملك قرارها بيدها. الشارع المصري يتحكم والجهات الأمنية تتحكم."

وأضاف "إلغاء الدوري كان متوقعا لكن تنظيم دورة تنشيطية لم يكن بالقرار الحكيم في هذه المرحلة التي تعجز فيها الأندية عن خوض مباريات ودية سواء المنتخب الأول أو الاولمبي."

ولم يتمكن الأهلي الفائز بلقب الدوري في آخر سبع سنوات من خوض أي مباراة على ملعبه منذ العنف في بورسعيد وخاض ثلاث مباريات ودية في معسكره بالإمارات بينما ألغى الأمن مباراته الأولى التي كانت ستقام على ملعبه أمس الخميس.

وقال اسماعيل "أنا شخصيا أرى أن النفق المظلم سيطول كثيرا وأنا من المؤيدين لعدم إقامة أي نشاط كرة قدم في الفترة الحالية إلى أن تنتهي انتخابات رئاسة الجمهورية لأن إقامة أي نشاط قد يترتب عليه أي مشكلة تؤخرنا أكثر وأكثر."

وتتزايد الخسائر المادية كلما تأخرت عودة النشاط الرسمي كما يؤكد عمرو وهبي مدير التسويق بالاتحاد المصري للعبة.

وقال وهبي لرويترز إن إجمالي حجم الاستثمارات المتعلقة بالنشاط الكروي في الموسم الواحد بمصر يبلغ حوالي مليار و280 ميون جنيه (212.22 مليون دولار) وذلك عند حساب حجم الاستثمار في الرعاية الرياضية للاتحاد والأندية ومتوسط ميزانيات الأندية وحجم الاستثمار في القنوات الفضائية والاستثمار في الإعلان المرتبط بها.

وأضاف "البطولة التنشيطية لن تعوض شيئا والبطولة كلها لن تتعدى (قيمة تسويقها) 30 مليون جنيه. هذه البطولة سواء استمرت لشهر ونصف أو لثلاثة أسابيع فهي في النهاية 21 يوما يشهد مباريات."

وأكد وهبي أن تعويض بعض الخسائر سيكون مرهونا بالسماح أولا بإقامة مباريات وقال "أهم شيء والعنصر الرئيسي الأمن.. لن نعوض الخسائر لكن يمكن أن ننقذ جزءا كبيرا. لا أريد مشجعين.. أريد لعب الكرة فقط."

لكن بالنسبة لبرادلي فإن ما يهمه في الوقت الحالي بعد إلغاء الدوري أن يكون بوسعه إقامة معسكرات للمنتخب بشكل منتظم.

وقال المدرب الامريكي الذي قاد منتخب بلاده لبلوغ الدور الثاني في كأس العالم 2010 "أنا شخصيا احتاج إلى معسكر لمدة سبعة أيام في كل شهر خلال المرحلة المقبلة قبل أن نخوض أربع مباريات مهمة في يونيو."

وأشاد اسماعيل ببرادلي بسبب مواجهته للموقف الحالي بشجاعة وهدوء إضافة إلى تصميمه على النجاح كما أيد فكرة تعويض إلغاء الدوري بإقامة معسكرات.

وقال "حظوظنا تتقلص (في الوصول لكأس العالم) مع توقف النشاط لكن لو تركنا لمنتخب مصر فرصة لإقامة معسكراته وتدريباته وبرامج اعداده ربما يكون هناك أمل."

وأضاف "أعود بالذاكرة عند صعودنا لكأس العالم 1990 وأوقف (المدرب محمود) الجوهري الدوري تماما وابتعد وأعد المنتخب افضل اعداد. لو تركنا برادلي يستعد كما يجب أن يكون اعتقد أنه يمكن رسم البسمة على وجوه المصريين."

ويدرك برادلي جيدا أن الوصول لكأس العالم لأول مرة في 24 عاما سيسعد المصريين لكنه سيكون مطالبا قبل ذلك بالوصول لنهائيات أمم افريقيا العام المقبل للحفاظ على فرصته في الاستمرار في منصبه وتحقيق الحلم.