المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مواطنة من صحم : لا أستطيع انتظار عامين في "عريش "



النجم
12-31-2011, 07:45 PM
بشرى الإسكان جاءت ببناء بيتٍ في العام 2014م، فهل أطيق صبرا إلى ذلك الحين؟!

بمرارة موجعة تصرخ: اليوم لا يوجد عذرٌ لكل مقتدر، وقد بلغ وضعي من السوء ما دفعني لعرض حالتي في الصحف

http://shabiba1.shabiba.com/Siteimages/MynImages/dtl_31_12_2011_2_11_57.jpg

تصحو فاطمة باكراً كل صباح لتشرع في رحلة التأمل المعتادة، تطيل نظرها إلى السماء، ثم ترمق بنظرة خاطفة على بقية الاتجاهات الأربعة، فترى سعف النخيل يحيط بها من كل مكان، وتجد نفسها تعيش في منزلٍ بنيت أركانه من سعف النخيل لا أكثر، لتواصل مسيرها الحالم بلا هوادة، فهذا الصباح لم يحمل الجديد لها، ولعل صباحاً آخر يأتي بالفرج. هذه ليست رواية أو سيناريو لمسلسل تاريخي، إنه واقعٌ مؤلم تعيشه إحدى المواطنات بولاية صحم في هذا العهد الزاهر الذي اعتنى بالإنسان وبتنميته الاجتماعية.

تقيم فاطمة في عريش منذ أربع سنوات أو يزيد، فحينما انفك الرباط العائلي المقدس مع زوجها، وجدت نفسها تعيش بلا مأوى، فتكفل أهل الخير والقائمون على مسجد المنطقة التي تسكن بها بتوفير الملاذ لها حتى تستر نفسها وابنيها، إلى أن يأتيها الخلاص. وعليه تعيش هذه المرأة الواهنة في هذا المكان الذي تنعدم فيه الحياة العصرية بكل معانيها، لكنها لا تزال تلهج بالثناء على الحال الذي آلت إليه وتدعو الله جلّ في علاه أن يرسل إليها من ينتشلها مما هي فيه.

مأساة عمرها أربع سنوات

حال وصولنا إليها صكّت وجهها وهي كظيم وقالت: "لا أجيد الحديث كثيراً، ولكن الحال يشرح نفسه، فأنا أقيم في هذا المكان لأكثر من أربع سنوات، كما تشاهد هي حياة بدائية جداً، عاشها الأجداد قبلنا بمئات السنين، وأنا أعيشها اليوم وكأني في القرن السابع عشر، ولا أجد ناصراً لي ولا معيناً".

الغريب في شخص "فاطمة" أنها تتفاءل كثيراً بالقادم، ولسانها عاطر بذكر النهضة التي تشهدها البلاد وتقول: "لربما هنالك حالات إنسانية تستدعي الانتظار، إنما ثمة حالات لا تحتمل التأجيل مطلقاً، فحالتي بلغت حداً من السوء أنني أنتظر الفرج كلما جنَّ الليل أو هجم الضياء، وحالي في انتظارٍ دائم وكأن الأمور ستتغير بين ليلةٍ وضحاها، لكني على يقينٍ تام بأن صاحب الجلالة سيؤرقه الوضع الذي نعيشه، ولن يرضى بالحياة التي نحياها مطلقاً، وعليه أوجه ندائي إليه مباشرةً، عسى أن يسمع به من خلال صحيفة "الشبيبة" فيبعث لي بطوق النجاة ويمد لي يد العون، فيده بيضاء سخية، وسأظل أترقب الفرج ولن يدخل اليأس أو القنوط إلى أعماقي أبداً".

معالم المسكن

بالنظر إلى ما يسمى "منزلا" مع كامل الاعتذار لمفردات اللغة العربية، نجد أنه يتمثل في فناءٍ واسع، تحيط به "الدعون" من كل جانب، في منظرٍ تقشعر له الأبدان، وترتاب منه المدنيّة، وحين الرغبة بالدخول إليه، سيقابلك باب حديدي صغير، يسهل فتحه، وهو يأخذ من حقيقة الباب سمة الدخول لا المنعة والصدود، تستقبلك بعدها الأرضية الرملية الممتلئة بالحصى الصغير، فمن غير المعقول أن بيتاً من "السعف" تكون أرضيته من الإسمنت.

أما المجلس فيمثل منظراً سينمائياً رفيعاً لحقبةٍ مضت، فتتجلّى البدائية في أزهى صورها، حيث السجادة المهترئة التي يفترشون بها الأرض، وتهب عليهم النسائم التي تأتي من الخارج، ذلك أن المكان براحٌ لا يوجد ما يحجب الهواء عن الدخول والخروج إليه، والصورة أبلغ من كل تعليق!.

الملاذ الرئيسي للمنزل هو الأوفر حظاً، حيث إن جزءاً منه مبنيٌ من الألواح، وفي جزءٍ منه بقايا إسمنت، والباقي من سعف النخيل. الوضع مؤلم حقاً وهو ما تصفه فاطمة بقولها: "نحن نحيا حياة لا يعلم أحداً كنهها إلا الله، أن تقيم في مأوى كهذا ولديك فتاة كبيرة تبلغ السابعة عشرة من العمر، فلن تنعم بالراحة أبداً، حيث إن الأمان لا يتوافر أبداً، فهناك من له مآرب غير سوية، ولا يجد الأسوار التي تمنعه أو الأبواب المتينة الموصدة التي تصده، ففي كل ليلةٍ أخلد فيها للنوم أظلُّ قلقةً حتى أصبح، فهل هذه الحياة التي أعيشها حري بأن يطلق عليها حياة كريمة؟".

تواصل "فاطمة" حديثها عن معاناتها وتقول: "هذا البيت لا يقيك من أي شيء، فلا توجد أسقفٌ تحميك من تساقط الأمطار، فالماء يسيل داخل البيت ويتحرك بحريةٍ مطلقة، حتى مع كل هبة ريح يتجدد الخوف والذعر من أن ينكشف سترنا. أقولها بملء فيَّ أنا أحتاج إلى بيتٍ يأويني ويكتنف أبنائي، أحتاج إلى بيتٍ مريحٍ يمنحني الأمان والراحة والإطمئنان، أحتاج إلى مكانٍ يشعرني بقيمتي في هذه الحياة، وقد تقدمت بطلبٍ إلى وزارة الإسكان منذُ فترةٍ طويلة لتوفير مسكنٍ آمنٍ، وقد جاءتني البشرى منهم ببناء بيتٍ لي في العام 2014م، إلا أنني لا أطيق صبراً لمدة حولين كاملين، وأتمنى أن يتم استثنائي من الأمر نظراً لوضعي وحالتي المتردية، وهذا ما أتأمله صدقاً".

دخل هذه الأسرة لا يتجاوز الثمانين ريالاً، وهو راتبها الذي تحصل عليه من وزارة التنمية الاجتماعية لكونها من فئة الضمان الاجتماعي وهو ما عبرت عنه بقولها: "كان الوضع في السابق أيسر حالاً، فالحياة اليوم تغيرت كثيراً وارتفعت المعيشة في كل شيء، ولم يعد الأمر كما كان، لذا فإن راتبي من الضمان والبالغ ثمانين ريالاً لا يكفيني لسد رمقي ورمق أبنائي، والله المستعان".

بيت حقيقي
في نهاية زيارتنا لهذه العائلة، ودعتنا ربة الأسرة بهذه الأنّة الموجعة إذ تقول: "اليوم لا يوجد عذرٌ لكل مقتدر، ها قد بلغ وضعي من السوء أنني وافقت على عرض حالتي في الصحف، وإن كنت أتعفف وأجده تشهيراً، إلا أن الكريمة لا تقوى على تحمّل الوضع أكثر من ذلك، فهو نداءٌ للحكومة ولأهل الخير في هذا الوطن الأبي، وأنا أعلم أن في هذا الوطن كراما لا يرضون بأن يروا أختهم وأبناءها يفترشون الرمل ويتوسدون الألم ويقضون ليلهم كله يتوجسون خيفة من كل معتدٍ أثيم، أنا أدرك تماماً أن في هذا البلد أخيارا لن يدعوني أقضي بقية حياتي في "عريش


نقلا عن الشبيبة العمانية

كلك ذوق
12-31-2011, 08:44 PM
الحمد لله الذي أنعم علينا بفضلهـ ما يزيد على شكرهـ ...

إنا لله وإنا إليه لراجعون ... قصهـ محزنهـ خاصهـ ونحن ولله الحمد لدينا الخير الكثير

والأسكان الذي بشرها ببناء منزل عام 2014م

أظن أن هؤلاء الناس لم يعيشوا في الحالهـ التي تعيشها
أو
وضعوا أنفسهم مكانها ... ليعرفوا قيمة المنزل الصغير فهو يعني لها الكثير ...

هذهـ أحد القصص المحزنة من الكثير ... والأسكان وللأسف الشديد لا يأخذ إي إعتبار لهذهـ الحالات ...

أسأل الله الذي لا إله إلا هو ... أن يهدينا إلى الصراط المستقيم

رويلاوية
01-03-2012, 12:12 PM
الله يعييينها ويصبرهاا