المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب مفتوح | الوداد والترجي، ما أشبه الليلة بالبارحة



ود صحم
11-06-2011, 08:06 AM
وأخيراً وصلنا للمشهد الختامي من البطولة القارية الأطول في العالم على مستوى الأندية دوري أبطال أفريقيا، فمنذ بداية هذا العام وتحديداً في أواخر يناير الماضي وحتى الآن ونحن نعيش مشوار طويل لا نعرف له نهاية وقد خاضت جميع الفرق المشاركة في تلك البطولة مباريات غاية في الصعوبة تنقلت لها ألاف الكيلومترات حتى تحصل على دور البطولة في هذا المشهد الأخير وخاصة بعد فضيحة خروج بطل الشباك للأعوام الثلاث الماضية.



سيناريو بطولة هذا العام أكتمل دون حدوث أية مفاجئات فقد توقعنا بزوغ نهائي عربي هذا العام على خلفية وقوع 6 أندية عربية في دور الثمانية مع فارسين فقط لأفريقيا الجنوبية هما إنيمبا النيجيري والقطن الكاميروني، لم نكن في البداية نستطيع تخمين هوية الفريق العربي الأقوى في دور المجموعات لتقارب مستويات فرسان شمال أفريقيا ولكن مع مرور الوقت ظهر طرفي النهائي الترجي والوداد- بأداء مختلف عن باقي الفرق وبدا هذا الثنائي هو الأقرب للصعود للأدوار القادمة وهذا ما حدث بالفعل.


النهائي وهاجس أطلال الماضي !!

تشابه صدفة مشوار الترجي والوداد في بطولة دوري أبطال أفريقيا هذا العام فبعد أربع مباريات تمهيدية مع أندية إفريقية مختلفة أوقعتهما القرعة في كفة واحدة لحساب المجموعة الثانية رفقة أسمين من كبار القارة هما الأهلي المصري والمولودية عملاق الصحراء، وقدر لهما أن يتواجها في مواجهتين خرجا منهما أحباب بتعادل إيجابي في المغرب وأخر سلبي في رادس.

لا يستطيع أي شخص تابع مباراتي الفريقين في دور الثمانية أن يثقل كفة نادي على أخر، فالمستوى الفني داخل الملعب يتشابه كثيراً والعناصر التي قد تعطي الحلول موجودة في الطرفين، بالإضافة إلى امتلاكهما لاثنين من أحنك المدربين داخل القارة حالياً ألا وهما السويسري "فرانك دي كاستال" للواك والمدير الفني الوطني للترجي "نبيل معلول"، والذي وصل التنافس بينهما لذروته كما حفظ كل مدير فني أسلوب منافسه بواقع المباراتين الماضيتين.

نعود للمباراة الأولى بين الفريقين على مركب محمد الخامس يوم 15 أغسطس الماضي وانتهت بتعادل إيجابي بهدفين في كل شبكة، قدم الترجي في شوط المباراة الأول مستوى هو الأجمل والأقوى ولعله يكون أفضل أشواطه في البطولة حتى الآن واستطاع التقدم بهدفين لبوعزي والهيشري، وفاجأ معلول الجميع بهجوم شرس من البداية على عكس المتوقع وهذا ما قد يفعله محلل الجزيرة الرياضية السابق في المباراة النهائية الأحد القادم لأنه يعلم جيداً مدى قوة الفريق المغربي حين يتقدم بهدف ويمتلك لاعبوه الثقة.

وأيضاً لا يمكن أن نغفل عنصر القوة بالنسبة للوداد والذي ظهر في المباراة ذاتها حين استطاع رفاق محسن ياجور العودة في شطر المباراة الثاني بتسجيل هدفين رائعين بمساعدة البديل السوبر يوسف القديوي وبراعة المحترف الكونجولي فابريس أونداما وثبات المدير الفني السويسري الذي لم يتسرع في تغيراته وتعامل مع المباراة بالصورة المثلى.

مباراة العودة لحساب نفس الدور طغى عليها الحسابات ولم تكن بنفس المردود الفني للقاء الذهاب حيث كانت نتيجة التعادل هي الأفضل للفريقين بعد عودة النادي الأهلي القاهري للمنافسة من جديد بفوزه على المولودية بهدفين نظيفين، ولكن الترجي في تلك المباراة كان قريب للغاية من الفوز لولا سوء التوفيق وقوة الدفاعات الحمراء التي تصدت وحدها لهجوم المساكني ورفاقه.


نهائي مازيمبي يعكس الكثير لعمالقة باب سويقة !!



يمتلك لاعبي الترجي خبرة كبيرة قد تساعدهم في حسم النهائي لصالحهم فقد خرج هذا الجيل من نسخة العام الماضي من النهائي بعد مشوار طويل ولكن الخروج كان مذل للغاية بخسارة بخماسية من نـادي تي بي مازيمبي الكونجولي تلك الخسارة تعتبر سلاح ذو حدين والوحيد القادر على السيطرة والاستفادة منها هو نبيل معلول نفسه عن طريق تذكير لاعبيه بتلك المباراة وتحقيق أكبر استفادة حين تكون نعمة لا نقمة حيث اكتسب الترجي الخبرة الكافية للحصول على اللقب بعكس لاعبي الوداد.

وهناك احتمال أخر فقد يتكرر نفس الإخفاق والهبوط البدني في المغرب وهذا ما لا يتمناه أي عاشق لفريق الدم والذهب فلا يمكن أن يتحمل هذا الجيل خروج مخيب أخر بهذا الشكل دون التتويج باللقب الغائب عن خزائن الترجي منذ عام 1994 حين حصل عملاق تونس على بطولته القارية الوحيدة، ولكن يا تـُرى هل كانت خسارة مازيمبي ظروف مباراة أم هبوط بدني قد يتكرر على مركب محمد الخامس؟؟


العودة من بعيد شيمة رجال دو كاستال

إن كان المصري محمد ناجي جدو كان قد حصل على جائزة أفضل بديل في أفريقيا العام الماضي عندما سجل 5 أهداف في بطولة الأمم الأفريقية دون أي مشاركة أساسية فـيوسف القديوي الساحر المغربي للوداد يجب أن يحصل عليها هذا العام فكم من مباراة نرى فيها لاعبي الوداد عاجزين عن فك طلاسم الدفاعات إلا ويأتي لاعب الجيش الملكي السابق وينقذ الفريق فور نزوله إلى أرضية الملعب وكأنه هبط إلى المعشب بعصا سحرية تقود الفريق إما للتعادل أو الفوز.

تفطن دي كاستال لهذا الأمر وأحس بخطورة يوسف على دفاعات الخصوم في الشوط الثاني حيث يستفيد
من انخفاض المخزون البدني وينطلق دائماً بسرعته وقدرته على الاختراق، حتى أًصبح عامل العودة في الشوط الثاني سلاحاً هو الأقوى للوداد فمن ينسى مباراة القاهرة أمام الأهلي والعودة بعد الخسارة وتحقيق التعادل 3-3 وأخيراً مباراة كأس العرش المغربي منذ أيام حين سجل أونداما في الدقيقة 95 ليكتب صعود الوداد للدور المقبل.

ومن المتوقع ألا يغير السويسري من استراتجيته وخاصة بعد اكتمال الصفوف المغربية قبل المباراة فلا يعكر صفو المعسكر الأحمر سوى غياب المدافع الهداف أيوب الخالقي بعد إصابته في مباراة الفتح الرباطي الأخيرة.