المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مبروك العيد .. وانتصار السد الكبير



دراجون صحماوي
11-06-2011, 06:49 AM
كل عام وأنتم بخير بمناسبة وقفة عرفات وعيد الاضحى المبارك ، أعاده الله على الاسلام والمسلمين بالخير واليمن والبركات.. أربعة ملايين مسلم ومسلمة وقفوا منذ ساعات على صعيد عرفات رافعين أكف الضراعة إلى المولى سبحانه وتعالى أن يجتبينا برحمته وينجينا من عذابه وأن يرفع الابتلاءات والهم والغم والفتن عن أمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، ووسط هذه الاجواء التي تعيش فيها أمتنا العربية والاسلامية نبحث عن نهاية لحقبة من الاحباطات في كل المجالات، وبداية شروق شمس الامل ، وذلك لن يكون إلا بالهمة والعمل الجاد المتواصل والثقة في النفس وعزيمة الرجال المخلصين حتي نضع أقدامنا على طريق نهضة جديدة ترفع أقدارنا من جديد بين دول العالم ، وتجعلنا نفلت من تصنيفات الدول المتخلفة والنامية ، خاصة عندما نملك الموارد وأدوات الانتاج والقوى البشرية والعقليات المستنيرة التي تضيء بعلمها معاقل العلم في اوروبا وامريكا، كلما حانت لها الفرص للعمل هناك.

وإذا ما كانت الرياضة أحد الانشطة البشرية التي تتنافس فيها الدول والقارات تعبيرا عن التفوق وإثبات الذات ، فإنه يحق لنا كعرب وكمسلمين ان نفرح ونفخر بفريقنا العربي القطري " السد " ، الذي أهدي لنا هدية ثمينة في وقفة عرفات وقبل ساعات من عيد الأضحى المبارك ، عندما عاد من أدغال القارة الصفراء بكأس غالية هي كأس أندية آسيا لابطال الدوري بعد أن قهر نادي جيونبك او تشونبوك الكوري الجنوبي في عقر داره بملعب كأس العالم وتغلب عليه بركلات الترجيح في حضور أكثر من 40 ألف متفرج وفي أجواء فيها من التحفز والغل ما يخيف ، وفي مباراة نهائية أكثر ما يميزها افتقادها للعدالة ، لتجمع في المباراة الفاصلة فريقين أحدهما يلعب في بلده وفي طقسه وعلى أرضه ووسط جمهوره ، والآخر تكبد وعثاء السفر وهم الغربة وجاء ببعثة من بضع عشرات ليواجه فريقا تؤازره دولة بكل مواردها وجمهورها وإعلامها وفريقها المستأسد ، وخاصة أنه سبق قبل أيام أن واجه ظروفا عدائية واعتداءات في الملعب من فريق كوري آخر هو فريق سامسونج حينما هزمه في عقر داره بهدفين في مباراة الذهاب بالدور قبل النهائي قبل ان يقصيه من هذا الدور رغم خسارته في الإياب بالدوحة .. وما أفدحه من خطأ للاتحاد الآسيوي الذي لابد أن يعيد النظر بشكل كبير في نظام المسابقة تحقيقا للعدل في كافة أدوارها وخاصة مباراتها النهائية التي لابد أن تكون على أرض محايدة أو تقام بنظام الذهاب والإياب.

ولعله مما يضاعف من قيمة إنجاز السد القطري ، متابعة وتأمل مشواره الطويل والمعقد في البطولة ، حيث بدأ بنصف مقعد من الدور التمهيدي الاول ثم الدور التمهيدي الثاني، ودخل مرحلة دور المجموعات ، ليتخطى أندية كبيرة مثل استقلال طهران والنصر السعودي وباختاكور الاوزبكي، ثم تجاوز نادي الشباب السعودي الكبير في دور ال 16 ، ومن بعده تخطى سباهان أصفهان الايراني في دور الثمانية ، وكان عليه أن يتجاوز في النهاية عملاقي كوريا الجنوبية ، سامسونج وجيونبك .

ومن عجائب السد أنه خسر مرتين على ملعبه وتجاوز منافسيه رغم ذلك ، وأنه قهر الفريقين الكوريين خارج أرضه وخاصة فوزه في النهائي على جيونبك ، ولا يقلل من قيمة إنجاز السد، أنه كان محظوظا في دور الثمانية ،لإنه استفاد من خسارة إدارية لسباهان اصفهان الذي كان قد أشرك لاعبا موقوفا في مباراة الذهاب بطهران التي فاز بها 1/صفر ، ولكن هذه المخالفة كانت وراء قرار عقابي من الاتحاد الآسيوي بإعتباره خاسراً ( صفر / 3 )، واستفاد السد من هذه الخسارة ، لانه خسر إيابا في ملعبه بالدوحة 1/2 ، وكان تجاوز هذا الدور منعطفا كبيرا لدخوله أجواء المعارك الاكبر في الدورين قبل النهائي والنهائي ، لينتزع اللقب القاري بعزيمة الرجال .

التاريخ يقول أن السد كان أول فريق عربي يحقق بطولة آسيوية للاندية في عام 1989 في بطولة ابطال الدوري ، ليفتح باب الامل على مصراعيه لباقي العرب، لتستلم أندية عربية أخري الراية، وتتحمس وتدخل تاريخ إحراز اللقب والتتويج،ومنها الهلال السعودي مرتين والاتحاد السعودي مرتين والعين الاماراتي مرة واحدة .

والواقع يشير إلى أن السد استعاد الامل العربي من جديد في امكانية مقارعة عمالقة آسيا والتفوق عليهم، بعد أن وصلت الكرة العربية الآسيوية في سنواتها الاخيرة مراحل خطيرة من التراجع والانهيار ، وما يضاعف من قيمة الانجاز السداوي أنه أوقف الاحتكار الكوري الياباني الذي استمر خمسة سنوات بعد فوزين متتالين باللقب للاتحاد السعودي عامي 2004 و2005 .

بإختصار ..السد فتح باب الأمل لكل العرب وفتح أيضا الباب للكرة القطرية المتوجة بتنظيم كأس العالم 2022 ، لكي يكون لها شأنها الكبير في مجال المنافسات وتحقيق البطولات بعد ان تفوقت مرارا في التنظيم، وسيلهب انتصار السد حماس الفرق والمنتخبات القطرية الاخري نحو مزيد من الانتصارات والتفوق والتتويج.. ألف مبروك للسد ولقطر والقطريين وما تحقق ليس بغريب على بلد يجعل من الرياضة استراتيجية دولة، ووصل بها إلى مصاف الدول الكبري رياضيا .