المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مع اقترابه من السبعين .. فيرجسون مازال شغوفا بتحقيق النجاح



دراجون صحماوي
11-05-2011, 05:04 PM
إنه الرجل الذي لم يتمكن من الاعتزال ، الرجل الذي قذف حذاء في وجه النجم ديفيد بيكهام والرجل الذي حول مانشستر يونايتد إلى أنجح فريق في تاريخ الدوريات البريطانية.

يحتفل الاسكتلندي سير أليكس فيرجسون غدا الأحد بمرور 25 عاما على توليه منصب المدير الفني لمانشستر يونايتد ، ربع قرن حقق خلاله 27 لقبا مع الفريق.

ومن المرجح أن يذكر التاريخ فيرجسون على أنه أنجح مدرب في تاريخ الكرة الإنجليزية ، ومع اقتراب عيد ميلاده السبعين لا يبدو على المدرب الاسكتلندي أي علامات تدل علي فتور همته.

وقال فيرجسون في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "إنه أمر يشبه القصص الخيالية أن أستمر (مع مانشستر يونايتد) طوال هذه المدة .. كانت فترة تدريبية رائعة بالنسبة لي. فمثل هذه الأمور لا تتوقع أن تحدث ولهذا فإنني أقدر ذلك".

وعندما وصل فيرجسون إلى مانشستر لخلافة المدرب رون أتكينسون في منصبه في تشرين الثاني/نوفمبر 1986 ، أصبح المدرب الجديد محببا سريعا بالنسبة لجماهير مانشستر عندما قال إنه يريد "إزاحة ليفربول من فوق عرشهم".

وقبل ستة أشهر من ذلك ، كان ليفربول أحرز لقبه ال16 بمسابقة الدوري الإنجليزي. وفيما عانى فيرجسون لترك بصمته في مانشستر خلال سنواته الأولى هناك ، أحرز ليفربول لقبين آخرين بالدوري الإنجليزي الممتاز في عامي 1988 و1990 .

ولكن في كانون الثاني/يناير 1990 تبدلت الأحوال بالنسبة لفيرجسون ومانشستر يوانيتد.

فوسط صراع الفريق في منطقة الهبوط بدوري الدرجة الأولى آنذاك (الدوري الممتاز حاليا) ، سجل مارك روبنز هدفا متأخرا ليقود الفريق للفوز على نوتنجهام فورست في مباراة بالدور الثالث لبطولة كأس إنجلترا.

ورغم أن مانشستر مازال ينكر هذا الأمر الي يومنا هذا ، فقد انتشرت شائعات قوية آنذاك بأن فيرجسون كان سيقال من منصبه لو كان الفريق خرج من منافسات كأس إنجلترا في تلك الليلة.

ولم ينظر فيرجسون أو مانشستر إلى الوراء منذ ذلك الوقت حيث أحرزا لقب كأس إنجلترا في ذلك الصيف ثم لقب بطولة أوروبا للأندية أبطال الكئوس في 1991 قبل أن يفوز مانشستر بعدها بعامين بلقبه الأول في الدوري الإنجليزي منذ عام 1967 .

ورغم أن مزاج فيرجسون الحاد أمر ظاهر بالنسبة للاعبين والجماهير ووسائل الإعلام ، فقد أكد قائد فريقه السابق جاري نيفيل أن مهارات المدرب الاسكتلندي في الإدارة لا يعلى عليها.

وصرح نيفيل لصحيفة "ديلي ميرور" قائلا: "ربما يعتقد الناس التي تنظر إلى الأمر من الخارج أن فيرجسون يحصل على العروض الجيدة من لاعبيه عن طريق الخوف ولكن الأمر أكبر من ذلك بكثير".

وأضاف: "لقد كان أقرب إلى الأب بالنسبة لنا في أولد ترافورد. فهناك لاعبون سابقون أصبحوا مدربين الآن في أندية أخرى عادة ما يطلبون منه النصيحة وهو لا يتأخر عنهم أبدا".

وتابع نيفيل حديثه قائلا: "إنه ليس من الناس الذين قد يغدقون عليك في المديح ولكن عندما يأتي إليك ويقول: أحسنت يا بني ، يكون هذا أهم شيء بالنسبة لك".

وربما شكك البعض أحيانا في عقلية فيرجسون الفنية ولكن قدرته على التعامل مع بعض أكثر الشخصيات صعوبة في عالم كرة القدم ونجاحه في استخراج أفضل ما فيهم لم يكن أبدا محل شك.

فمن روي كين وديفيد بيكهام إلى إريك كانتونا وكريستيانو رونالدو ، كان فيرجسون يضع يده على أكتافهم وقت الحاجة دائما ولم يتردد أبدا في أن يظهر لهم أن هناك قائدا واحدا في الفريق.

وبقيادة مانشستر لإحراز 12 لقبا بمسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز ، رفع الفريق إجمالي رصيده من الألقاب في المسابقة المحلية إلى 19 لقبا بزيادة لقب واحد عن ليفربول. ورغم أن رصيد مانشستر من الألقاب الأوروبية لا يتجاوز الثلاثة ألقاب أي أقل بلقبين من ليفربول ، فهناك إمكانية كبيرة بزيادة هذا الرصيد قريبا.

وأشاد كيني دالجليش مدرب ليفربول بالعمل الذي قام به فيرجسون في مانشستر يونايتد حتى لو كان ذلك على حساب ناديه.

وقال دالجليش: "إنه رائع حقا .. وأعتقد أنه حتى تجاوز الأسطورة سير مات باسبي (المدير الفني السابق لمانشستر يونايتد) من حيث الإنجازات والنجاحات التي حققها".

وأضاف: "لاشك أن البقاء لمدة 25 عاما بمكان واحد هو أمر مذهل ، ولكي تحقق نجاحا مثل الذي حققه فهو شهادة رائعة لنفسك ولناديك".

أما فيرجسون المتواضع فقد أكد أنه محظوظ لأنه حظى بقائمة طويلة من اللاعبين الرائعين تحت قيادته بداية من برايان روبسون في أيامه الأولى بمانشستر يونايتد ووصلا إلى واين روني حاليا.

وقال فيرجسون لبي بي سي: "من الصعب مجرد التفكير في أنني سيطرت على كل هؤلاء اللاعبين طوال هذه المدة .. ولكنني أحب أن أرى شخصيتي في جميع اللاعبين ، بأن يكونوا أشخاص مهووسين ومدفوعين ولا يحبون الهزيمة".

وبعدما حاول فيرجسون الرحيل عن صفوف مانشستر قبل عقد مضى ، لا يعرف فيرجسون حاليا إلى متى سيظل في منصبه الحالي.

وقال: "وماذا سأفعل غير ذلك؟ .. عندما بلغت 50 عاما بدأت أقلق بسبب السن ولكن عند بلوغي 60 عاما و65 عاما لم أعد أكترث بالأمر. إنني سعيد بوجودي هناك وحسب ولا يختلف الأمر كثيرا مع بلوغي السبعين. وإذا جاء يومي الأخير هنا وأنا في السبعين من العمر فسأكون سعيدا بذلك".