المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفيفا : فتاح، مفتاح فوز الوداد



دراجون صحماوي
11-03-2011, 02:35 PM
تحدث موقع الفيفا اليوم الخميس عن إنتقال اللاعب سعيد فتاح من الرجاء إلى الوداد البيضاوى، كما اشار إلى طموحات اللاعب فى التتويج بدورى الابطال الافريقى، ونحن فى هاى ننقل لكم هذا التقرير.
"نادي الوداد يمثل ذلك الحلم الجميل الذي يميل له القلب ويضعف أمامه، في حين يرمز نادي الرجاء للقوة والصرامة التي تميز شخصيتي"، هكذا تحدث الأب جيكو ذات يوم، هذا الرجل الذي أخرج النادي الأحمر إلى الوجود وكان أول من أشرف على تدريبه سنة 1937. إن محمد بن لحسن وهو اسمه الحقيقي، يلخص الحدة والتنافس الكبيرين اللذين يميزان الديربي البيضاوي ويجعلان منه أحد الديربيات الأكثر إثارة ومتعة في شمال أفريقيا. بعد ثماني عشرة سنة من تأسيس الوداد، قرر الأب جيكو أن يلتحق بصفوف "العدو" الرجاء، وهو اختيار شكل منذ ذلك الحين أحد الدعائم الأساسية لهذا الصراع المحتدم والشرس بين الإخوة الأعداء.

ومنذ الأب جيكو، لاعبون قلاقل ساروا على دربه وانتقلوا بين صفوف الناديين في مجازفة كانت لتجلب عليهم غضب الجماهير. فعلى اللاعب أن يكون قوي الشخصية وأن يتحلى بالشجاعة الكافية ويكون ذا موهبة فذة لكي يكون في مستوى هذا التحدي. وهاهو لاعب وسط الميدان سعيد فتاح، الذي انتقل من صفوف النسر الأخضر إلى حضن القلعة الحمراء، يقدم الدليل القاطع خلال كل نهاية أسبوع على أنه يتحلى بكل هذه الصفات سالفة الذكر.

وفي حديث لموقع الفيفا صرح هذا اللاعب الموهوب قائلاً: "إن التنافس بين الرجاء والوداد لا يختلف عن مثيله القائم بين ريال مدريد وإف سي برشلونة؛ وهذه ظاهرة صحية تخدم مصالح كرة القدم. أنا شخصياً مُحبّ للوداد منذ أن كنت صبياً ولطالما ارتبطت بشكل وثيق بهذا النادي. صحيح أن الظروف شاءت أن ألعب للرجاء، إلا أنه عندما أُتيحت لي فرصة الالتحاق بالوداد الذي أحب فإنني لم أتردد في استغلالها."


من الأخضر إلى الأحمر واللعب بالنار
تلقى لاعب وسط الميدان هذا تكوينه بفريق الرجاء الرياضي. وكان المدرب فتحي جمال وراء اكتشاف هذه الموهبة الفذة وهي مازالت في سن العاشرة؛ وقد انتقل فتاح إلى مركز تكوين النادي الأخضر وهناك تسلق المراتب وسعى وراء نقش اسمه في سجل اللاعبين اللامعين. ولعل تحكمه الكبير في الكرة على رقعة الميدان وبراعته التقنية يعوضان بشكل كبير بنيته الجسمانية الضعيفة. وقد حظي هذا اللاعب بفرصة المشاركة في كأس العالم تحت 20 سنة التي أقيمت في هولندا سنة 2005 حيث ساهم بشكل لافت في المسار الرائع الذي وقّع عليه أشبال الأطلس والذي توّجوه بالوصول لنصف النهائي، تحت قيادة الداهية فتحي جمال.

غير أن مدرباً آخر كان وراء خطوات فتاح الأولى في عالم الاحتراف سنة 2006؛ إنه الداهية الأرجنتيني أوسكار فيلون الذي انتقل هو كذلك بين فريقي العاصمة الاقتصادية غير ما مرة. فبرفقة النسور الخضر، فاز سعيد فتاج بلقب دوري أبطال العرب سنة 2006 وبلقب الدوري المغربي الممتاز سنة 2009. غير أن هذا اللاعب كان يستسلم في بعض الأحيان لمزاجه الحاد ويدخل في نزاعات مع مسؤولي نادي الرجاء. ولم يشفع له أداؤه الجيد على رقعة الميدان في تجاوز تلك الخلافات. ولعل هذا ما دفعه للتوقيع للغريم الأحمر في يناير/كانون الثاني سنة 2010 دون أي إحساس بالندم أو الحسرة.

وقال فتاح عن مغامرته الودادية: "إننا نملك فريقاً متماسكاً ومتراصّ الصفوف يلعب بحس جماعي رائع؛ كما يسود جو منفتح وأخوي داخل النادي واللاعبون يأتون برفقة عائلاتهم". وأضاف: "في السنة الماضية، ضيّعنا فرصة الفوز بالدوري لأننا افتقدنا الانتظام في الأداء. نريد أن نصحح ذلك بأي ثمن عبر استخلاص الدروس والعبر من أخطاء الماضي وأن نعتمد على إمكاناتنا الخاصة. آمل أن نقدم أداءً أكثر من رائع هذا العام؛ فنحن نطمح لنوقع على مسار جيد قارياً ومحلياً."

طموح ثلاثي أبعاد
من الصعب عدم تصديق كلام هذا اللاعب الذي يشكل قطب رحى نادي الوداد البيضاوي؛ فرغم مباراته المؤجلة، يحلق النادي في مقدمة ترتيب الدوري المغربي بعد إجراء ست جولات دون أن تتلقى شباكه أي هدف. وفي نفس الوقت، يستعد زملاء فتاح لمواجهة نادي الترجي التونسي في ثاني نهائي دوري أبطال أفريقيا يخوضه العملاق الأحمر في تاريخه بعد ذاك الذي فاز به سنة 1992. ومن شأن الانتصار في هذا النهائي أن يفتح للمغاربة باب المشاركة في كأس العالم للأندية 2011 .

وفي هذا السياق يقول فتاح بكل حذر: "يبدو لي الأمر بعيداً، علينا أن نتجاوز المرحلة الأخيرة. وكأي لاعب طموح، أحلم باللعب ضد أفضل الأندية العالمية، غير أن كل شيء يأتي في وقته: علينا أن نخوض النهائي أولاً."

ومن المؤكد أن الأضواء ستسلط على هذا اللاعب وسيكون محط رقابة شديدة من لاعبي الترجي التونسي، حيث قال مدربهم نبيل معلول في تصريح لموقع الفيفا إن فتاح يمثل "إحدى الأوراق الرابحة في الوداد؛ فهو لاعب يتميز بتقنية عالية، لا ينبغي تمكينه من الكرة، لأنه يكون وراء كل المحاولات والهجمات التي يقوم بها الفريق؛ علينا أن نكون حذرين أكثر من هذا اللاعب ونراقبه بشكل جيد."

ولا يبدو أن معلول هو الوحيد الذي انبهر بمؤهلات ابن الخامسة والعشرين؛ فمدرب المنتخب المغربي، البلجيكي إيريك جيريتس، تنبّه لذلك أيضاً ووجه إليه دعوة الانضمام لكتيبة أسود الأطلس نهاية شهر أغسطس/آب الماضي. وقد اعترف هذا اللاعب قائلاً: "إنه شرف كبير أن يلعب المرء لمنتخب بلاده؛ إنه حلم كل لاعب. كما أن تأهلنا لكأس الأمم الأفريقية يُعدّ نصراً جميلاً بالنسبة للاّعبين والشعب المغربي. ونحن نملك فريقاً متماسكاً وتنافسياً وأعتقد أن المغرب يملك كل الحظوظ في هذه النهائيات لكي يكون من بين المرشحين للتتويج."

وقبل التألق على المستوى القاري برفقة منتخب بلاده في يناير/كانون الثاني القادم، على سعيد فتاح أن يستغل الفرصة ويلمع على الساحة العالمية مع ناديه بالمشاركة في مونديال الأندية المقررة في ديسمبر/كانون الأول القادم ويعادل بذلك الإنجاز الذي حققه نادي الرجاء سنة 2000 الذي يبقى النادي المغربي الوحيد الذي حظي بهذا الشرف.